محاولة للتشبث بالحياة .. !
عودة عودة
30-07-2017 01:17 PM
إحدى المعجبات بالممثل الكبير عمر الشريف دعت له بطول العمر .. شكرها وتمنى منها أن تدعو له :"بطول العمر.. مع الصحة والعافية."..!
أستذكر الممثل الكبير عمر الشريف ومقولته هذه في عُجالتي الصحفية اليوم البعيدة عن السياسة هذه المرة .. فقد اهتديت منذ أكثر منذ سبعة عشر عاما إلى رياضة المشي والسباحة بهدف الوصول إلى الرشاقة والجسم المتناسق والوزن المثالي وبالتالي الصحة الجيدة! .
ميداني للحياة الصحية والجمالية كنت ولا ازال أمارسه يومياً تقريباً في حديقة عامة مساحتها أكثر من (14) دونماً تقع قرب منزلي في أعلى تلة في جبل الأشرفية خلف مستشفى البشير بعمان الشرقية كانت ذات يوم مقبرة، فحولتها أمانة عمان بارك الله فيها إلى حديقة غناء ملآى بالأشجار الباسقة كالحور والكينا والأزهار الجميلة وأشهرها الجوري بجميع ألوانه وزهور المارغريت والبنفسج وغيرها وقد انشئت هذه الحديقة قبل حوالي عشرين عاماً .
كل يوم .. والصبح إذ يتنفس أذهب وحيداً إلى هذه الحديقة الرائعة والنظيفة جداً لأمشي أحياناً وأركض أحياناً أخرى ولمدة ساعة كاملة وفي الضحى أذهب إلى ناد للياقة البدنية ملحقاً بأحد الفنادق لأركض ساعة وأسبح ساعة أخرى، وبشكل يومي.
ما يزعجني في هذه الحديقة، ويحولني إلى روح بائسة ضائعة أحياناً هو انني أمشي وأركض فيها وحيداً في معظم الأيام وفي منطقة يبلغ عدد ساكنيها أكثر من مليون نسمة علماً أن الحديقة بنيت كحديقة عامة لغايات المشي والركض وألعاب أخرى للكبار والصغار حيث توجد فيها طرق مبلطة اضافة إلى ملعبين مغطيين بالعشب الصناعي لكرتي السلة والطائرة ومضاءين ليلاً...
نعم.. رغم مرور أكثر من عشر سنوات على ممارستي لرياضة المشي والركض في هذه الحديقة الجميلة لم يطرق بابها اقل من عشرة أشخاص وبشكل دوري , يحدث هذا رغم الاقبال الشديد على لعب الورق وقيادة الحواسيب واقتناء الهواتف الخلوية الغالية وغيرها.
لقد زرت عشرات المدن في العالم فرأيت الناس في معظمها يمشون ويركضون على الشواطئ وفي الحدائق العامة والحقول والغابات فلماذا لا يحدث هذا في بلدنا ودون غيرنا من البلدان ..؟!
حبذا لو يساعدني مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية المشغول باستطلاعات مكررة للقيام بـاستطلاع للرأي لمعرفة الأسباب التي تجعل مواطنينا يتخلفون عن ممارسة الرياضة وفي مقدمتها رياضة المشي كعادة يومية جيدة ومطلوبة تماماً، كما فعل مركز دراسات مماثل في نيويورك وان كان عن تخلف المرأة الأميركية في هذا الأمر.
وبالمناسبة فقد كان الوزير الأسبق للصحة المهندس سعيد دروزة، والذي رأيته وزيراً مستقبلياً كان يُركز مع زملائي الصحفيين ومع النقابات الصحية على أهمية الطب الوقائي، قبل الطب العلاجي، فهو الطريق لتوفير أكبر كمية من الأدوية وأسرّة المستشفيات والكوادر الصحية من أطباء وصيادلة وممرضين وغيرهم وبالتالي يحقق وفراً مالياً وعلاجياً أفضل لمرضانا.
إنها مجرد محاولة مني للتمسك بالحياة ليس غير لأطول فترة زمنية .. وبصحة سليمة وجيدة .. ولكن إلى حين ..!!.
odehaodeha@gmail.com