المال، و مـــا أدراك ما المال ،،، المال هو بالأساس وسيلة لتحقيق الحاجات والغايات، إلا أن الأمر بدا مختلفا بالنسبة لمعظم الناس هذه الأيام، المال يتكلم بكل اللغات وفي جميع المناسبات... ومع التطور أصبح المال رمزاً للتفاخر بين الناس اذ يتفاخر الناس فيما بينهم بما يملكون من اموال وثروات وعقارات ومزارع شعارهم فيما بينهم: أنا أكثر منك مالاً !!!

لماذا نشاهد من عنده المال ولو كان ذو طباع خبيثة وصفات ذميمة نجد الكل يكن له كل الاحترام و والتقدير ،،، الكل يقول له (كلامك صحيح) قبل ان يتلفظ بكلمة واحدة.

لماذا أصبح الكثير يتقرب من هذا الثري يجامله ويثني عليه ليكسب محبته ورضاه؟ لماذا نسمع ابشر بالفزعة لأصحاب المال في مجالسنا ومقراتنا الانتخابية سواء البلدية أو البرلمانية؟ رغم معرفتهم بطباعهم السيئة وماضيهم المشين؟
ولماذا أصبح المال في حياتنا هو الذي يحدد من هو الشخص المناسب !! ولم تعد الافعال والصفات الحميدة والأخلاق العالية والأمانة والاخلاص في الغالب لم يعد لها دور في تحديد هويه الانسان منا... لماذا ينفر الناس من الفقير ويبتعدون عنه وهو ليس بمذنب سوى انه ليس ثريّاً، لماذا توصد الناس في وجهه الأبواب ولا يحتفى به؟ لماذا نرى الفقير مبغوضاً ولا يلاقي الاحترام والتقدير الذي يرفل فيه الغني.....
الإجابة عن تلك الأسئلة وامثالها ... هي ان المال اصبح هو المعيار الأساس للتفاضل بين الناس، وهو الذي يتكلم هذه الأيام، يتكلم في الوقت الذي صمت في الصدق وتوارت في الحكمة ومات الحب على عتبات الدينار والدرهم،
بات الناس يبنون بأحلامهم جبالا من الذهب والفضة، والقصور الفارهة، ويبعدون أنفسهم عن صفاتهم الإنسانية والآدمية ويعيشون الغرور بكل أنواعه المرضية فهم يفهمون فقط أن المال يحقق لهم كل شيء في هذه الدنيا، راحوا يتاجرون في الممنوع ويبتزون ويقامرون وفاحت رائحة الرشوة وانهدم الترابط الأسري وظهر الفجور... وبيعت الضمائر والذمم، وظهر الرويبضة!
استبيحت نفوس البسطاء من الناس بالمال مستغلين حاجاتهم، فظهر في الأرض الفساد طمعاً بمنصب حقير أو جاه رخيص ... مهما كلف ذلك صرف أموال،
من يؤمن بأن المال هو كل شيء، يفعل أي شيء من أجل الحصول عليه، مهما كلّفه ذلك من ثمن، ومن يؤمن بأن المال يستطيع ان يشتري له المنصب، عليه أن يعرف بأنه لا يستطيع ان يشتري احترام الناس وتقديرهم .
الفلوس تغيّر النّفوس، عبارة يترسخ معناها لدى الكثير من أبناء مجتمعنا وهم يرون المال هو الذي يتكلم عند البعض، في زمن المظاهر... وما صنع المال يوما إنسانا خيّرا أبدا إلا عندما يكون المال نتيجة جهد ونشاط وعرق جبين فيحس هذا الإنسان دائما بعذابات الآخرين وهمومهم الحياتية والمال الذي يأتي بالرشوة والسرقة والنصب والاحتيال لا يصنع شيئاً.