أطفال الاغوار ما بين الحر والموت غرقا
ناجح الصوالحة
30-07-2017 10:36 AM
زاد في الآونة الاخيرة الغضب والحزن على حال أطفال بعمر الورود قضوا نحبهم غرقا في قناة الغور الشرقية ، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الاخيرة والاقبال المتزايد من الاطفال على السباحة في تلك القناة لوحظ ان حالات الغرق تتم بأكثر من طفل مثل ما حدث في منطقة ضرار بن الازور بداية الشهر الماضي عندما توفي طفلان ابناء عم ومساء أمس عندما توفي طفل في منطقة المنشية والآخر في وضع صحي حرج ، قناة الغور الشرقية اصبحت وبدون مبالغة مكان شؤم لكثرة حوادث الغرق على امتداد مناطق الاغوار .
المحزن في الأمر بأن الجهات المسؤولة لا تأبه بالأمر ، حيث كثير من الردود تأتي بأن القناة تم تشيكها بشبك يمنع الاطفال من السباحة بها ، هذا الرد منذ سنوات طويلة وانا وغيري من ابناء الاغوار نسمعه ، نقول شكرا ؛ ولكن الا يستحق الامر وهذا العدد من موتى فلذات اكبادنا من جميع الجهات المسؤولة مناقشة الامر واستعراض خطط جديدة وبدائل تحمي اطفالنا من الغرق ، لا تخلو وسائل الاعلام وبشكل مستمر من خبر عن غرق في قناة الغور الشرقية رغم ذلك يستمر الموت في هذه القناة اللعينة ويستمر الحزن في بيون البسطاء من اهلنا في الاغوار والذين وصلوا الى مرحلة غسل اليدين كما يقال من اجهزة الدولة في انقاذ اطفالهم ، أسر للأن تبكي على اطفالها رغم مرور سنين على فقدانهم ، بيوت عزاء على طول قناة الغور الشرقية وموت مستمر وحزن وألم .
نشرت عبر صفحتي على الفيسبوك قضية قناة الغور الشرقية وما تسببه من غرق للأطفال خاصة في هذه الاجواء ، كانت التعليقات والردود تبعث على الحسرة والألم للحالة التي وصل اليها المواطن في الاغوار من انعدام الثقة بينه وبين اصحاب الاختصاص ، وان الاغوار لا تعني شيئا لهذه الحكومة والحكومات السابقة ، وتندر البعض من الاخوة الكرام المعلقين من مخاطبة الجهات الحكومية لإيجاد حل لهذا الموت المتكرر والدائم ، كان التندر بسبب حالات الغرق منذ عشرات السنين وتسمع به الجهات الحكومية وينشر في الصحافة ووسائل الاعلام ولم تكلف نفسها أي جهة حكومية إعادة فتح ملف قناة الغور الشرقية وما تسببه من حالات غرق ودائماً كانت مستكينة على جملتين على لسان اصحاب القرار في سلطة وادي الاردن بأنه تم عمل سياج على طول هذه القناة ولكن لم يتم المحافظة عليه من قبل الاهالي ، يناقش البعض الا يوجد حلول أخرى لهذه المعضلة ؟ الا يحق لأبناء الغور اهتمام على مستوى كبير لحلها؟ هل اطفال الاغوار لا يستحقون وقوف الحكومة الى جانبهم وانقاذهم؟ عندما غرق احد الاطفال في مسبح مدرسة خاصة قبل سنوات ضجت عمان وما حولها واهتزت لموت هذا الطفل رحمه الله وحوّل من حول الى القضاء واغلقت المدرسة واتوقع بأنه تم تعديل التعليمات والانظمة التي تنظم مرافق المدارس الخاصة بسبب غرق طفل ، فما بال اطفالنا في الاغوار لا يكترث بموتهم ! .
أن هذا العدد الكبير لحالات الغرق يستدعي من أركان الدولة بأكملها عرض الموضوع بكل أمانة واخلاص ولابد من انقياء ومخلصين لهذا الوطن والمواطن في استنباط حلول تحمي اطفالنا من السباحة في قناة الغور الشرقية والبرك الزراعية ، وإعادة الثقة بالدولة بأكملها ، إن طفل الأغوار معه حق في البحث عن أي مصدر مائي لمحاولة التخييف من شدة حرارة الجو والتي تتجاوز الاربعين في كثير من مناطق الاغوار ، احدى الحلول والتي اقترحها واتوقع تكلفتها بسيطة مقارنة مع حجم المشكلة وهي أن يفرض من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية شرط اجباري في المنح والمساعدات التي تقدم لتلك البلديات في مناطق الاغوار خاصة بعمل حدائق عامة وبها يتم انشاء برك سباحة تكون مؤمنة والاطفال امام اعين ذويهم ، وبهذا يكون الاطفال في غنى عن السباحة في الاماكن الخطرة وحماية الاطفال والمحافظة عليهم والترفيه عنهم ، هو حل لا يستدعي استنفار الحكومة لأجله تستطيع وزارة البلديات بالتعاون مع سلطة وادي الاردن تنفيذه واتوقع لو يعرض بشكل مسؤول على الجهات المانحة وخاصة المنظمات الدولية التي ترعى شؤون الاطفال سيتم تأمين مبالغ لهذه الغاية بكل سهولة ويسر لهدفها النبيل والسامي .