لقد أخذ العالم الغربي كل الفكر واقتات منه غذاء الروح والعقل والجسد، ولم يترك للمشرق شيئا ليتدبر أمره بل ويتقاتل ويتذابح ويكفر بعضهم بعضا.
المسألة ليست وليدة ساعتها، لكنها استمرت منذ خمسة قرون مضت، حيث ابتعد الشرق عن التطور والتقدم وتغرب عن الفكر والثقافة والابداع وعن الرقي والسمو.
أصبح الشرق يتهم الغرب الامبريالي الذي احتل الفكر استعمارا واستئثارا بالعلوم والآداب والفلسفة والفنون احتلالا.
خمسة قرون والشرق في سبات عميق، على الرغم من بصيص أمل أتت به نهضة أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وما لبثت ان خفتت حيث لم تستطع ان تمحو آثار القرون الخمسة الماضية وتجعلهم يفيقون من سباتهم العميق.

ان العالم يتغير كل يوم باضطراد ونحن نجتر ماضينا نظريا ولا نعمل كما كان يعمل الاولون ونرفض التغيير للأفضل.
قال الشاعر ابو القاسم الشابي التونسي:
إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر

تحدث رجال النهضة العربية عن الرقي والتقدم والتطور والحرية والتعبير والاختلاف والتعليم وعن مسألة تحرير المرأة وحقوقها وواجباتها وعن الاستقرار والسلام والعيش النهائي وعن العمل الذي يرفعنا والابداع الذي يضعنا في مصاف مفكري العالم.

لقد شهد العالم في نهاية القرن العشرين موجة من الديموقراطية وتعزيزا للمجتمع المدني وظهور المشهد الاعلامي الجمعي والديموقراطي، الذي يحمل معه التزامات نحو حرية التعبير وتعميق مفاهيم الديموقراطية ومع هذا التحول باتت الحاجة ماسة الى الاعلام المجتمعي .

يتم الخلط في استخدام مصطلحين قريبين من بعضهما، الاعلام الاجتماعي والاعلام المجتمعي.

الاعلام الاجتماعي مرتبط بمنصات شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالمشهد الاعلامي، وما نتج من دور يلعبه الافراد في التواصل بين الافراد والجماعات لتشكل انماطا جديدة من الاتصال، ويتجاوز مفهوم الاتصال التقليدي ليلعب فيها الشخص العادي دور الصحافي والمراسل الاعلامي.
هذا ما انبثق عنه مفهوم الاعلام البديل وصار يسمى بالإعلام الاجتماعي.
أما مفهوم الاعلام المجتمعي المطبوع او المذاع او عبر الانترنت فهو مصطلح ذو مفهوم مختلف عن مفهوم الاعلام الاجتماعي، اذ انه مجموعة وسائل الاعلام المستقلة غير الربحية والتابعة للمجتمع المدني.
نحن بحاجة للإعلام المجتمعي لما له من فوائد جمة اذ انه معني بتحقيق الاثر الاجتماعي الذي يسهم في التنمية والتغيير الاجتماعي وتحسين الحياة والمعيشة وحماية الكرامة الانسانية، وتقرير الحكم الرشيد وتحقيق العدالة والمساءلة، اذ انه يوفر وسائل لتوصيل صوت الناس وتسهيل المناقشات العامة حول قضايا المجتمع المحلي ويعمل على تبادل المعلومات والمعرفة والمساهمة في صنع القرار العام .
الاعلام المجتمعي يعتبر تعبيرا عن منظمات المجتمع المدني فهو موجود في انحاء مختلفة من بلدان العالم التي تسعى بان تكون وسيلة للتعبير عن قضايا المجتمع برمته وما فيه من تنوع في اللغات المحلية والثقافات.

يبقى التساؤل الأهم بعيدا عن التباكي واجترار الآلام ما سبب عجز الفلاسفة والمثقفين العرب عن القيام بدورهم الاتم على الجبهات كافة، ثم ما الحل واقعيا للارتقاء بدورهم وتفعيل مشروعاتهم على ارض الواقع
أما السبب فلا يتعدى أربعة أسباب هي:
1- يتمثل الاول في الذاتية المفرطة التي يسيطر عليها المثقفون ذاتهم، فلم يتعاونوا فيما بينهم فكريا برحم العلم وبقرابة الفكر وبمودة العقل، بل ساد بينهم الصراع ،فكل منهم يبحث عن الزعامة والمصالح الشخصية البحتة دون النظر الى المصلحة القومية، فأقصى امنية لهم ان تهتم المجلات والصحف بمقالاتهم ونشر آرائهم ويشعرون بذاتهم بعظمة الجاهلية الاولى.
2- أما السبب الثاني فيعد استمرارا للسبب الاول حيث ركون بعض الفلاسفة والمثقفين الى السلطات الحاكمة على الدوام وتبرير افعالهم بدلا من نقدهم او تقويمهم .
3- السبب الثالث عدم وجود حرية فكرية تسمح بالجدلية الفكرية التي تنمو النهضة على أثرها .
4- أما السبب الرابع فيتمثل في وجود ديكتاتوريات عربية او انظمة استبدادية في بعض البلدان تقضي على الفكر وتستنبت العنف باعتباره بديلا غير شرعي للفكر المستنير.

تلك هي الاسباب التي أفضت الى تخلي الفلاسفة والمثقفين والمتعلمين عن دورهم الحقيقي في صناعة عصر التنوير العربي، ما أفضى في نهاية المطاف الى تخلف عربي على المستويات كافة .

لا بد من وضع تصور للخروج من الازمة لإعادة التوازن بين الفكر والواقع، بين المثقفين والجماهير تصحيحا لمسار الأمة ونهضة الوطن .
يبدأ الحل في ثلاثة سبل متوازية ومتساوية القيمة وهي كما يلي :
اولا :توحيد جهود المثقفين للتحدث باسم الوطن وباسم الانسانية .

ثانيا: تصحيح مسار الطريق للوطن ،تلك المهمة التي تحتاج الى تضافر جهود الجميع لأجل اتمامها واعلاء المصلحة العامة على المصالح الذاتية وللقيم الانسانية على القيم الشخصية، ويتمثل في منح الساسة وصناع القرار مساحات أكبر من الحرية الفكرية لينمو الفكر وتتحرك المياه الراكدة، لأن صناعة النهضة لن تولد من الدكتاتورية او الاستبداد بل هي وليدة الحرية والشورى والديموقراطية.

ثالثا : اما السبب الثالث فيتمثل في اعادة بناء النظم التعليمية في العالم العربي لتركز على بناء الانسان روحيا وفكريا ونفسيا ولتضفي القيمة المطلقة على الفكر ليتشارك المجتمع ككل وفق هذه الرؤية التعليمية في صناعة حاضرة وبناء مستقبلية .
اذا ما طمحت الى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر


فان تم ذلك هل نستمر في قبول الذل والهوان الذي يحيط بنا، والامثلة كثيرة.
هل حقيقة يريد الاسرائيليون السلام ويحترمون الاتفاقيات والعهود والمواثيق والعقود وقرارات الامم المتحدة
لقد كانت قضية شرق اوسط، ثم تحولت لقضية فلسطين وتقسيم فلسطين بين العرب واليهود في عام 1947حسب قرار الامم المتحدة رقم 181 ثم احتلوا اجزاء اخرى عام 1948واصبحت قرارات هدنة واحتلوا المرشرش عام 1954 واسموها إيلات ثم احتلوا عام 1967 بقية فلسطين ولم يلتزموا بقرار242 واحتلوا عام 1973 الجولان واجزاء اخرى .
ثم تقزمت الامور واصبحت قضية القدس، ومرة أخرى اصبحت قضية المقدسات ثم تحولت لمشكلة المسجد الاقصى ومنع المصلين به واخيرا تحولت للبوابات الالكترونية على المداخل.
ثم قتلهم للأردنيين في منزل بجانب سفارتهم بعمان فلم يفرقوا بين شيخ كبير صاحب منزل لم يعتد عليهم وبين حدث صغير وبين اردني وفلسطيني وبين مسيحي ومسلم الا لمصلحتهم دون النظر للعواقب والمستقبل
لست ادري كيف اصبح الحارس الذي يطلق النار دبلوماسيا وهل الدبلوماسي في منزل بجانب السفارة يعتبر في حدودهم وهل يحق له قتل الابرياء؟ ويستقبله نتنياهو رئيس وزرائهم استقبال الفاتحين.
يقولون انهم يحمون قفا الاردن ويزودونه بالماء .
لست ادري من يحمي قفا الاخر ومن يزودهم بالماء بالشتاء بأضعاف الكميات التي يرسلونها لنا صيفا .
انهم يستغلون فرقتنا وعدم توحدنا ويضربون بعرض الحائط كل ما يهمنا.
قال لي صديق تركي: لست ادري ماذا اصابكم انتم العرب ففي عام 1967 كنتم 300 مليون عربي واحتلت فلسطين بعدة ايام بسهوله اما نحن الاتراك فعندما تحاربنا مع اليونان، تم قتل ربع مليون شخص منا ولم نتزحزح من ارضنا وانتم لو تفلتم عليهم من كل واحد لأغرقتموهم !!!
قالت جولدا مائير عندما تم احراق المسجد الاقصى لم انم طول الليل وكنت اخشى ان يدخل العرب والمسلمون علينا صباحا من كل جانب، وعندما اصبح الصبح ولم يتحرك احد، ايقنت انها شعوب نائمة .
لكن بعض المسلمين يطلبون من الله العلي القدير ان يرسل جندا من السماء لحماية المسجد الاقصى
فأين 400مليون عربي ومليار ونصف مسلم بمقدرات وموارد نفطية ومواد صناعية وزراعية وبشرية ضخمه؛ فهل يريدون ان يرسل الله طيرا ابابيل، وليخسف من؟

قالت الصحفية الاسرائيلية عميره هاس :ان إقدام مسؤول امن السفارة بعمان على قتل الجوواودة يرجع بشكل خاص على نظرة الاستعلاء التي تحكم توجهات المؤسسة الامنية الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب .
وفي مقال نشرته صحيفة هارتس شددت هاس على انه حتى لو قام الفتى بالاعتداء على مسؤول الامن فما كان عليه ان يقوم بقتله .
واضافت ان ما شجع مسؤول الامن على قتل الاردنيين ان المسلحين الاسرائيليين درجوا على استهداف الفلسطينيين حتى عندما لا يشكلون تهديدا عليهم او لمجرد انهم تجرأوا للتظاهر من اجل حقوقهم الوطنية .
وتساءلت هاس الم يتم تدريب عناصر الجيش والمخابرات لدينا على وسائل دفاع اكثر نجاعة من تلك التي استخدمها مسؤول الامن؟
هل كان الوضع يتطلب ان يقوم الحارس بإطلاق النار مرتين على الفتى وصاحب العقار الحمارنه ام انه كان بالإمكان ان يطلق النار على فخذ المهاجم؟
واستهجنت ان الحارس القاتل لديه حصانة دولية، وقالت ان قصف بيوت الفلسطينيين على رؤوسهم وتدميرها لا ينسجم مع القانون الدولي وان المنطق الاسرائيلي يعكس ازدواجية المعايير التي تحكم توجهاتهم .
من لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر

الى متى سنبقى هكذا وننادي خالد ووامعتصماه وصلاح الدين !!!!