مع ان الاردن والاردنيين قد اعتادوا على الجحود والنكران من بعض الاشقاء بل حتى ممن يعتبرون أنفسهم جزءا من الاردن الا ان بعض المواقف وكيفية ادارتها تبعث في النفس حزنا شديدا، وهذا ما عشناه خلال الايام الماضية من البعض معنا وحولنا في العمل «الجاد» لإثبات ان الاردن لم يفعل شيئا في معركه الأقصى الاخيرة، وشاهدنا في مواقع التواصل وبعض الاعلام العربي البعض اعتبر معركته ليست الأقصى بل ان يؤكد ان الاردن لم يفعل شيئا ومنهم اشخاص في حضن الاردن من مشايخ فلسطين وهم الذين يعلمون حقيقة الامر لكنهم يخرجون على فضائيات عربية ليبحثوا عن الادلة حتى وان كانت وهمية لإثبات ان الاردن لم يفعل شيئا.
الاردن لا يبحث عن الاشادة وهناك جهات أنصفت الاردن سواء من فلسطين او الدول العربية والعالم، لان كل قريب يعلم ان الاردن فعل الكثير في هذه المعركة، والأردن لا يدخل في منافسة مع احد لان المعركة مع الاحتلال تحتاج الى جهود الجميع، والأردن لا ينكر جهد احد وفِي مقدمتهم اهل القدس المرابطين، لكن المحزن المخزي هو ان تكون معركة البعض داخلنا وحولنا ان يثبتوا ان الاردن لم يفعل شيئا، وكأنهم يريدون القول ان الاردن خذل القدس والاقصى رغم علم كل العالمين بالاحداث بقوة وتأثير الموقف الاردني الذي لايريد منه مديحا بل هو واجبه تجاه القدس ومقدساتها.
تعودنا على النكران الذي تظهر معه أحقاد في داخل البعض على الاردن الدولة والشعب والقيادة، ولا نسمع من هؤلاء تقييما لحمله لواء النضال والمقاومة في اجزاء فلسطين الذين لم يطلقوا رصاصة على الاحتلال وهم من لهم حدود مباشرة مع الاحتلال واكتفوا بالتهديد والتنديد الذي يعيبونه على الانظمة العربية.
مرة اخرى لا يبحث الاردنيون عن مديح وإشادة لكن الجحود بل التصدي لإثبات غياب الاردن وكأن هذه هي معركة هؤلاء امر يحزننا نحن الأردنيين الذين لم ننكر دور احد ولا ننافس احدا لأن هذا واجب الجميع.
المعركة طويلة والاحتلال لم يغادر القدس، ومن كانت معركتهم إنكار دور الاردن عليهم ان يذهبوا لمن يحرضونهم او لأحقادهم الدفينة عندما تعود ممارسة الاحتلال التي لا تغيب طويلا، اما الاردنيون فيكفيهم فخرا انهم يؤدون واجبهم نحو القدس.
وربما من واجب الجهات المسؤلة ان تعيد النظر بالدلال الذي تمنحه لهؤلاء والذين يجلسون في احضان الدولة واليوم نراهم على الفضائيات لا قضية لهم الا إنكار الحضور الاردني.
الرأي