في خبر لـ عمون أن وزيرة الدفاع اليابانية قدمت استقالتها اليوم لأن قوات حفظ السلام اليابانية في جنوب السودان تعرضت للخطر ( تعرضت فقط للخطر و لم يقتل أو يجرح منها أحد ) و أن بعض مسئولي الدفاع في اليابان ( و ليس الوزيرة ) اخفوا بعض الوثائق حول الحادثة عن رئيس الوزراء شينزوا آبي ، و قد قبلت استقالة الوزيرة و عادت إلى بيتها لتطبخ و تنفخ و تدير بالها على عيالها ، هذا يحدث في اليابان .
عندنا حكاية الباص السريع ، طلع فيها ألف قصة و قصة و فساد و سرقات و حكايات و وزير النقل لم يرف له جفن و لم يستقل و لم يفكر بالاستقالة ، و حكاية سكن كريم ، و سعر المتر وصل لأربعمائة و سبعون دينارا ثم نزل إلى مائتين و عشرين دينارا ، ثم لفلف الطابق و انفض السامر و صار الصعب سهلا و لم يستقل لا وزير و لا رئيس ، حكاية الميناء ، حكاية أمنية ، حكاية الملكية الأردنية ، حكاية آبار الماء غير المرخصة ، حكاية الرادارات تحت الأرض ، حكايات أبناء الرؤساء الذين يعينون أبناءهم وزراء و مدراء ، حكاية برنامج التحول الاجتماعي و الاقتصادي ، حكايات و روايات و قصص لا نستطيع أن نعدها و لا أن نتحدث ببعضها لأننا قد نقفز عن عمارة منتحرين أو يحدث لنا ما حدث للآخرين ، و رغم كل ذلك لم يستقل أحد ...
لا .. استقال سمير الرفاعي ، و الله بعد النظر أرى أنني مخطئ في الحديث عنه بسوء في بعض ما أكتب ، لقد كان عنده كرامة و عزة نفس و حينما رأى أن الناس تأكل لحمه استقال رغم مائة و أحد عشر ثقة من مجلس النواب الله يذكره بالخير ، و هذه فضيلة لا يجب أن ننساها له و نحن نشاهد مجاميع الرويبضة لا يرف لهم جفن و لا تحمر لهم عين و هم يرون ما يحدث و هم متمترسون في مواقعهم ، أعيدوا لنا سمير الرفاعي أو زيد الرفاعي ، و الله العظيم انهم أحسن ألف مرة من المدعو عبدالله النسور و دولة الرئيس هاني الملقي قدس الله سره .
شو كان بخسر وزير الداخلية لو استقال بعد أن تبين أنه غايب فيلة في حاثة السفارة ، ماذا كان يمكن أن يخسر رئيس الوزراء لو قدم استقالة حكومته و انسحب و هو يرى أنه لا حول و لا قوة له ، إلا يجب أن يتحمل احد المسؤولية ، و لو ككبس فداء حتى تبقى هامة الدولة مرفوعة و حتى نحافظ على الحد الأدنى من ماء الوجه ، اليوم المحكمة حكمت على رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بالتنحي و عدم الترشح للأبد لأنه أدين بتهم فساد.
يا إخوان لسنا عدميين ، و لا سفهاء لا نعرف الأوضاع و ما يجري في الداخل و الخارج نعرف ، و لكن أن نبقى حبيسي مقولة أن الأردن ضعيف و أن الأردن فقير و انه محدود الموارد فلا يجوز ، يعني تريدون أن يتحمل الملك كل عواقب أفعالكم و سياساتكم و تخبطكم لا يجوز ، حينما يحصل خلل أو خطأ فليتواضع أحد منكم و يستقيل ـ عيب اللي بصير ، يجب أن نرتقي بأدائنا و أن نتعفف عن المنصب ، لماذا الوزير لدينا مستعد أن يموت في سبيل أن يبقى في الكرسي ، لماذا كل هذا الحب لعظيم للذات و هذه الأنانية السياسية ، لماذا لا نتعلم أن نكون أكثر ولاء و وطنية وانتماء و أن لا يكون المنصب أكبر همنا و مبلغ علمنا.
لحسن الحظ أن الملك ما يزال يضبط وقع أداء الحكومات ما استطاع إلى ذلك سبيلا و هو يحاول بكل جهده أن يجد حكومة وطنية قادرة أن تحمل عنه بعض أعباء الحمل الثقيل الذي رميناه على أكتافه ، لكن الملك نجح في كل شيء و فشل في العثور على تلك الحكومة المنشودة التي يمكن أن تكون عونا له على أداء مسؤولياته العظام ، التي تنوء بها الجبال ، لا بد أن يكون هناك نقلة نوعية تقودها بعض النخب المتنورة كي ننتقل بالأردن إلى مصاف الدول ليس العظمى يا سيدي و لكن الدول النامية التي تحب أن تتقدم و أن نجد لنا مكانا في طريق التقدم الحضاري.
يا ريت تيمومو اينادا عندنا ، كان حملناها على الأكتاف و أعدناها إلى منصبها لأن ما حصل لا يبرر استقالة الوزيرة ، لكن اليابان هي اليابان و نحن ، نحن نحن .