الأسابيع القليلة الماضية كانت مشحونة بالتوتر السياسي والاعلامي نتيجة السياسات العدوانية الصهيونية تجاه الأقصى ،وهو ملف بالنسبة لنا في الاردن ملف داخلي بحكم الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس ولان الملف الفلسطيني ملف له الأولوية دائما اردنيا ،وزاد الامور سوءا الجريمة الإسرائيلية بحق اثنين من الأردنيين في مبنى من مباني السفارة الإسرائيلية .
ولعل مزاج الأردنيين خلال هذه الفترة وما شهدته من تعامل رسمي وبخاصه مع الملف الثاني، وحاله التوتر السياسي والشعبي اصبح مزاجا يحتاج الى تعامل حكيم ، فأحيانا يضيع ما تفعل حتى وان كان إيجابيا اذا كنت تعبر عنه بشكل غير مناسب ، وبخاصة ان الطرف المقابل هم كيان الاحتلال الذين مارسوا بحق الاردن استفزازا في تعاملهم مع جريمة السفارة وفِي استقبال القاتل بحنان واعتزاز من قبل نتنياهو ، وظهر الاردن وكأنه قدم تنازلات كبيرة على حساب دماء القتلى وان الاحتلال هو المنتصر .
وحتى ما صدر بعد ذلك من تصريحات اردنيه تحدثت عن رفض عوده السفيرة الإسرائيلية دون ضمان محاكمه القاتل وغيرها من التصريحات ،الا ان الأثر الاول بقي هو الغالب ،فالرأي العام ليس مجلسا علميا بل له مواصفات خاصه في كل المجتمعات .
ما جرى خلال الأسابيع الأخيرة بكل ما فيها من جهد سياسي اردني كبير لمواجهه الممارسات الصهيونية في القدس ،اضافه الى كل حيثيات جريمة السفارة ،خلق حالة سياسية واعلامية وشعبية تستدعي المعالجة السريعة ووضع النقاط على الحروف ، وتقديم خطاب اردني يحمل كل التفاصيل، بل ربما يستدعي الامر بعض الإجراءات ، فالناس بحاجه لان تستمع الى القصة الكاملة باطار وطني بعيدا عن اللغة الفنية الضعيفة ،وان يفهم الأردنيون كل ما فعلته قيادتهم في ادارة هذه المرحلة انصافا للأردن وردعا لكل التشكيك والإساءات او التعامل غير المكتمل من قبل بعض الجهات المسؤولة الذي ترك اثره على معنويات الأردنيين .
تغيير مزاج الأردنيين ورفع روحهم المعنوية ووضعهم في صورة متقدمة، الاردن وقيادته هو ما نحتاجه ، فالتعامل السياسي والاعلامي بالتنقيط يترك اثارا سلبية مهما كانت مبرراته .