يوميات اردنية: هم اولادنا
د.سيما كلالدة
27-07-2017 02:25 PM
في كتابه النبي يقول جبران خليل جبران
أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم .. ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم .. أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكارا خاصةً بهم .. وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادهم .. ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم فهي تقطن في مسكن الغد، الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم ..
وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم. - جبران خليل جبران
ابو ايمن: تعال يا ولدي اجلس بجانبي احدثك في بعض الامور
و بكبر ايمن و قد تعود ان يحاور اولاده وزوجته
يصرخ و ينهر ابا الوليد كلما دخل بيته و لم يجد السفرة مرتبة والطعام مصفوف صف مثل البوفيه، ويقول "الله يرحمك يا ابوي كان لما امي ما تكون مجهزة الاكل يقلب الدنيا عاليها واطيها، كانت امي ترجف رجف منه ، مش زي هادا الزمان ما حد بحترم حد."
كبر وليد و بقي يتذكر هذه المقولة و ترسخت لديه قناعة بان الزلم تصرخ و بتهاوش
ام ايمن حنونة جداً، موجودة لسعادة اولادها تربَّيهم وتدرَّسهم وتحفظ بيتها، و كانت ماهرة جدا في المطبخ. حتى كبرت بناتها وورثن عن والدتهم ما شاهدوه ولمسوه طوال السنين الماضية. وعندما يتذكرنَّ "الله يرحمها ما اعدلها واشطرها، لولاها ما بنعرف نعمل شي."
عنيف ابو علي، ما يتذكره اولاده عنه كلما جلسوا مع بعضهم البعض كيف كان لسانه سليط "و ايده والحزام على ابسط شيء. "كانت ذكراه دائما متوجة بهذه المقدمة ، فلا يذكره احد الا وقال" بس الله يسامحه، كتير كان عنيف مع اولاده." و للأسف ورث احد أبنائه هذه الصفة السيئة ، فعلامات الضرب كانت واضحة على اجساد اولاده من فينة لأخرى، و كان الاب يعتليه شعور بالندم الشديد بعد ثورة الغضب التي كانت تصيبه ولا يستطيع التحكم بها او السيطرة عليها ولجئا الى طلب المساعدة بعد عناء طويل .
ابو جمال و ام جمال مثال للحكمة والحب والعطاء، فجميع اولادهم انهوا تعليمهم الجامعي وحققوا نجاحات .وتجتمع العائلة حول الجد والجدة ، اللذان يحضنا الاطفال، و يشكرا الكنات، و يدعوا للاولاد. و جمال بالذات ، ما شاء الله معطاء مثل والده، يحب الجميع و الجميع يحب عمو و خاله جمال.
اولادنا هم اولادنا ،بنا يأتون للدنيا و لكنهم منَّا ، نغرس فيهم بذور افكارنا و طاقاتنا، و هي التي تقطن في مساكن غدهم.
اولادكم مرآتكم.
فهم غالبا مثلنا و مثلكم