بسلوكه المشين وغير الإخلاقي تساوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الدبلوماسي قاتل الأردنيين في السفارة.
نتنياهو ليس جديدا علينا في الأردن، خبرناه كسياسي سافل ومتبجح وكذاب وعديم الأخلاق، وهو الغارق حتى أذنيه بتهم الفساد والتربح الرخيص من موقعه. كان على الدوام في صف القتلة والإرهابيين من مستوطنين.
لكن فعلته الاستعراضية المتمثلة باستقبال القاتل وتبجيله على جريمته النكراء، كان المقصود منها إهانة الأردن، وكسب الشعبية الرخيصة.
واضح أن إجراءات تسليم القاتل من جانبنا لم تعالج التفاصيل المتعلقة بمعاملته حال عودته لإسرائيل. من الطبيعي في مثل هذه الحالة أن يتم توقيفه على الفور ويخضع لتحقيق قضائي ثم محاكمة لينال القصاص على جريمته.
استغل نتنياهو هذه الثغرة القاتلة، فرتب استقبالا مهيبا للقاتل في مكتبه، وعامله معاملة الأبطال، في وقت كانت فيه حكومته قد أقرّت بأن مقتل الطبيب الأردني على الأقل تم بالخطأ. هذا بالطبع ليس التوصيف الدقيق والقانوني بل هي جريمة قتل مكتملة الأركان.
أما جريمة قتل الشاب الجواودة، فهي الأخرى وإن خضعت لاجتهادات عديدة تبقى جريمة، فالشاب وبصرف النظر عن دوافعه لا يحمل سلاحا قاتلا يستدعي استخدام المسدس لقتله بدم بارد.
نتنياهو يعلم هذه التفاصيل، لكن ولأن دم القتلة والإرهابيين يسري في عروقه، لم يتوقف عند الاعتبارات الأخلاقية والقانونية للحادثة، ولا لعلاقات كيانه مع الأردن، فاصطف إلى جانب القاتل واحتفل به.
كانت الأيام السابقة للحادثة حافلة بمناقشات متوترة مع الأردن، وكان واضحا تماما من كتابات جوقة نتنياهو في الإعلام العبري أنه في غاية الغضب من الضغوط الأردنية عليه للتراجع عن إجراءاته التي تنتهك الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، وأظنه أراد أن يغطي على تراجعه عن تلك الإجراءات بحركة استعراضية مقيتة لإغاظة الأردن ومداراة فشله السياسي الذي تسبب له بإحراج كبير في أوساط مؤيديه.
لا ينبغي لهذه الإهانة من هذا السافل أن تمر مرور الكرام. كل أردني؛ مواطنا كان أم مسؤولا يشعر بالمرارة، ويتساءل مع نفسه؛ لماذا علينا نحن فقط أن نلتزم بالاتفاقيات والأعراف الدولية، ونقابَل بهذه المعاملة المهينة؟!
يتعين على الحكومة أن تطلب من نتنياهو الاعتذار علنا عن سلوكه المخالف لأصول التعامل، والقواعد القانونية التي تحكم التعامل مع دبلوماسيين متورطين في القتل. وتشترط ثانيا عدم السماح لسفيرته وطاقم السفارة بالعودة لعمان قبل تقديم المجرم للمحاكمة. والمباشرة الفورية بتحريك دعوى ضد القاتل. ومراجعة قواعد عمل الحراس الإسرائيليين في السفارة، واستثنائهم من قوائم الدبلوماسيين.
لقد تصرف نتنياهو بوضاعة شديدة تجاهنا، ولا يستحق بعد اليوم معاملته بالطريقة السابقة. وينبغي على المسؤولين تجميد الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي بصرف النظر عن النتائج، لحين استجابته للطلبات الأردنية.
إن كرامة الأردنيين؛ دولة وشعبا، تفرض علينا تغيير قواعد اللعبة مع إسرائيل وحكومتها التي تجمع في صفوفها قتلة وإرهابيين وعلى رأسهم كبير السفلة نتنياهو.
الغد