كتبنا في هذه الزاوية يوم الأحد الماضي 24 / 7 / 2017 عن مخرجات التعليم العالي وضرورة أن تجري مراجعة للتخصصات التي تدرس في جامعاتنا والتي أصبح سوق العمل مشبعا منها وبالتالي فإن أصحاب هذه الإختصاصات يعانون من البطالة ولا يجدون عملا .
ولإثبات ما نقول فإن هناك بطالة في أحد أهم التخصصات وهو الطب فقد أشارت آخر الإحصائيات إلى أن هناك في جامعاتنا تسعة آلاف طالب يدرسون الطب وهنالك ثلاثة عشر الف طالب يدرسون هذه المادة في الجامعات خارج الأردن أي أنه سنجد بعد عدة سنوات اثنين وعشرين الف طبيب يدورون في الشوارع ولا يجدون عملا .
قبل عدة أيام اعتصم عدد كبير من الأطباء أمام رئاسة الوزراء مطالبين بتعيينهم في وزارة الصحة؛ لأن بعضهم تخرج منذ عدة سنوات ولم يجد عملا حتى هذه الساعة .
وزارة الصحة لا يمكنها أن تستوعب كل هذه الأعداد من الخريجين؛ لأن مستشفياتها وعياداتها محدودة وتستوعب عددا محددا من هؤلاء الأطباء لكن في المقابل فإن هذه الوزارة لم تقم بتعيين أي طبيب منذ فترة طويلة مع أنها بحاجة ماسة للأطباء بسبب الإحالات على التقاعد التي تمت فيها وقد وعد الوزير قبل شهر رمضان المبارك بتعيين حوالي مائتي طبيب لكن حتى الآن لم يعين أي طبيب وهنالك وعد بأن يتم تعيين ثلاثمائة طبيب خلال الأسابيع القادمة ولكن لا ندري متى سيتم ذلك .
كما قلنا سابقا فإن وزارة الصحة غير قادرة على استيعاب كل هذا العدد من الأطباء لكن لو قامت بتعيين عدة مئات هي بحاجة اليهم لخففت قليلا من البطالة في هذا القطاع
وزارة الصحة لديها شواغر كثيرة وقد أجرى ديوان الخدمة المدنية امتحانات لعدد من الأطباء من أجل التعيين لكن حتى الآن لم يتم تعيين أي طبيب وقد علمنا أن عددا كبيرا من أطباء الوزارة الذين حصلوا على اقامات من أجل التخصص لم يلتحقوا بأماكن اقاماتهم حتى الآن لأنه لا يوجد بدائل لهم بسبب نقص الأطباء في الوزارة .
والسؤال المهم الذي نسأله لوزارة التعليم العالي وللجامعات هو : لماذا تتسابق جامعاتنا على فتح كليات للطب مع أن بلدنا أصبح مشبعا جدا بهذا التخصص والآن لدينا كليات طب في الجامعة الأردنية وفي جامعة العلوم والتكنولوجيا وفي جامعة اليرموك وفي الجامعة الهاشمية وجامعة مؤته ولا أدري إذا ما كنت قد نسيت جامعات أخرى، وخريجو هذه الكليات سيعانون من البطالة بعد تخرجهم أو يضطرون إلى الهجرة للخارج .
نتمنى أولا أن تقوم وزارة الصحة بتعيين عدة مئات من الأطباء العاطلين عن العمل حتى تخفف قليلا من البطالة كما نتمنى ثانيا أن يعاد النظر في عدد الكليات التي تخرج كل سنة أعدادا مهولة من الأطباء .الدستور