في المدرسة، حين كنّا نتشاجر كان المدير يستدعينا للتحقيق لمدة ثلاثة أيام حتى يحدد، فقط، من بادر بالبوكس، ومن ثم يوجه لنا عقوبة الإنذار، بينما في حادثة قتل السفارة لم يستمر التحقيق مدة ثلاث ساعات، ولم يوجه للقاتل حتى تنبيه شفوي!
هل تعلم أن طبخة المقلوبة تحتاج الى ثلاث ساعات على الأقل حتى تكتمل أركانها من فرم سلطة الى تبهير الدجاج الى فلفلة الأرز، بينما جريمة قتل لم تحتج سوى لدقائق لمعرفة القاتل وتحديد السلاح.. وبعدها إطلاق سراح القاتل!!
هل تعلم حين يعتدي ابنك على ابن الجيران بألفاظ نابية تقوم بحبسه أسبوعا في المنزل كعقوبة تأديبية مع حرمانه من المصروف والمشاوير، بينما جريمة قتل مكتملة الأركان لم يعاقب القاتل حتى بحرمانه من السفر أو مصادرة هاتفه النقال أو حتى "بزعل منك إذا بتعيدها"!!
هل تعلم أن أي مواطن أردني لا يستطيع مغادرة الأردن إن كان عليه ضريبة مسقفات، بينما يستطيع الإسرائيلي أن يغادر الأردن حتى لو كان عليه جريمة قتل!!
هل تعلم أنه إذا تشاجرت مع زوجتك على كيّ قميص، قد تحرد الزوجة في منزل أهلها، وقد تطالبك بالنفقة، ويتدخل أهل الخير لإعادتها، وقد لا تعود زوجتك إلا بعد تسجيل السيارة باسمها.. بينما جريمة قتل لم يحرد بسببها أي مسؤول من إسرائيل، ولم نطالبهم بالتعويض، ولم يتدخل احد للوساطة، وعاد القاتل الى بلاده بدون حتى أن يسجل عليه قيد مشاجرة!
هل تعلم أن الحصول على إذن أشغال من البلدية يحتاج الى أسبوع على الأقل من المراجعة اليومية لمبنى البلدية، بينما إصدار إذن للقاتل بمغادرة الأردن لا يحتاج حتى لمراجعة كاميرات المراقبة!!
هل تعلم أن لجان التحقيق الإسرائيلية بمقتل رائد زعيتر لم تنتهِ بعد من عملها والحادثة منذ سنوات، بينما لجان التحقيق الأردنية انتهت من عملها وسلمت النتائج وأفرجت عن القاتل وجثة المقتول لم تدفن بعد!!
هل تعلم ان فاردة العرس تحتاج الى ساعات في أزمة الطريق للوصول الى بيت أهل العروس، بينما موكب قاتل لا يحتاج سوى الى دقائق للوصول الى المعبر الحدودي!!
هل تعلم أن رئيس الوزراء الاسرائيلي اتصل مع القاتل وأركان السفارة واطمأن على وصولهم بأمان، بينما رئيس الوزراء الأردني لم يرسل حتى رسالة واتس أب يستفسر فيها عن تفاصيل ما حدث أو إذا تضرر عامود الكهرباء في الشارع!!
هل تعلم أنه إذا هاجم أسد مجموعة من السياح وقتلهم، قد تطالب الحكومة الأميركية بفحص الأسد من الناحية النفسية والتأكد من دواعي الهجوم، وسترسل لجان تحقيق للتأكد ان كان الأسد جائعا ام لا، إن كان بين الضحايا أميركي، بينما الحكومة البريطانية قد تطالب بتعويضات مالية باهظة بسبب تقصير إدارة المحمية في توفير سبل حماية السياح وذلك إن كان بين الضحايا بريطاني، بينما الحكومة الأردنية ستضع الحق على المواطن الأردني وستتهمه أنه شتم الأسد بالمحارم أو نظر إليه نظرة استفزته، وستعتذر من إدراة المحمية عن حضور الأردني للسياحة، وستمنع الأردنيين من السياحة الخارجية، وستلزمهم بزيارة حديقة الحيوان التي فيها طاووس فقط!!
هل تعلم أن المواطن الأردني الذي ينتظر نتائج تحقيق من حكومته، أو اتخاذ إجراءات حكومية صارمة بعد مقتل أي أردني، عليه كفّارة، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر ذاته مرتين!!
الغد