في الأنباء أعلنت إسرائيل أنها ستستأنف إكمال أعمال بناء جدار الفصل العنصري الممتد كالأفعى في الضفة الغربية المحتلة من شمالها الى جنوبها.
الخبر ، و كما يبدو لم يكن عادياً .. و هامشياً فقد نشر (و بشكل بارز و ملفت ) في العديد من الوسائل الإعلامية المقروءة و المسموعة و المرئية المحلية و العربية و الدولية و على لسان (عوفر هندي) الضابط الإسرائيلي المسؤول عن بناء هذا الجدار اللعين الذي التهم وسيلتهم مساحات واسعة و كبيرة من الأراضي في القرى و البلدات و المدن الفلسطينية في الضفة الغربية و بطول 700 كيلومتر أُنجز منه 400 كيلومتر حتى الآن و بقي 300 كيلومتر التي يتحدث عنها عوفر هندي.
وجاء في الأنباء أيضاً .. وعلى لسان (عوفر) نفسه أن أعمال البناء هذه ستستأنف خلال الأسابيع القليلة القادمة وفي المرحلة الأولى حول مدينتي بيت لحم والقدس وبالتحديد قرب مستوطنتي غوش عصيون ومعالي أدوميم كبرى المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المهم .بعد هذه التصريحات الإسرائيلية المفاجئة .. و الخطيرة بشأن جدار الفصل العنصري الإسرائيلي و الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية غير شرعي .. و طالبت بتفكيكه فوراً ... إلا أنه و حتى كتابتي هذه السطور لم تغضب و لم تحتج أي جهة عربية على هذه الخطوة الإسرائيلية و في أرض فلسطينية يعتبرها مجلس الأمن و الولايات المتحدة و روسيا و فرنسا و الصين و دول الجامعة العربية أرضاً فلسطينية محتلة... !
وهنا أتساءل و يتساءل معي كثيرون : هل هذه الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة بشأن القضية الفلسطينية قد أصبحت من الأمور «العادية» في وطننا العربي و العالم ، فجميع الجهات المعنية أدارات ظهرها لها ،ولم تنبس ببنت شفه يعكس غضبها أو احتجاجها و بعكس ما كان يجري في الماضي البعيد و القريب.
حقاً .. لا ألوم كثيراً الأمم المتحدة و مجلس الأمن و جهات دولية أخرى لكن لومي كبير جداً على الجامعة العربية و الحكومات العربية جميعها التي أصبحت في زمن «الثورات» العربية و كأنها تُعلن استثناء فلسطين من القبيلة العربية .. و نتمنى أن يكون هذا الاستثناء لفلسطين الارض والشعب طارئا.. و مؤقتاً !
odehaodeha@gmail.com