لا اعتقد ان هناك موقفا يفوق الموقف الاردني الاصيل الذي يقوده الملك شخصيا انتصارا للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة هاشم في مواجهة ابشع عدوان همجي تشهده المرحلة ، فقد فاق التعبير الشعبي الاردني عن الغضب والتضامن كل الحدود مثلما تجلى الدعم الرسمي والشعبي بصورة لا تضاهى وعبر مجلس النواب عن موقف غير مسبوق وفعلت الحكومة الشيء ذاته في اظهار المساندة والاستنكار والدعم لهذا الشعب الشقيق الذي يواجه آلة العدوان بقوة الارادة والصبر والاصرار على التمسك بالارض والحق والوجود،

نزهو حقا بهذا الموقف الوطني العربي الاردني الهاشمي الاصيل الذي يسطره شعبنا وبلدنا قيادة وحكومة وبرلمانا ومؤسسات وافرادا وجماعات ، ونعلن رفضنا في المقابل لكل محاولة شريرة من شأنها الكريه الانتقاص من صلابة هذا الموقف او المزايدة عليه ونطالب من تجرأ على حرمة الموقف الاردني الاميز بأن يعود عن غيه وظلاله وان لا يكون خائنا متطاولا على هكذا موقف عظيم يتماهى في منازلنا وقرانا وبوادينا واريافنا ومخيماتنا على حد سواء.

نعم.. لم نعد نحتمل الطعن من الظهر والتنكر الحاقد لمواقفنا القطرية الفوية استمرارا لسيل المكر الذي الفناه وللاسف عبر العقود عندما كان المتخاذلون يستسهلون بمكر التطاول على مواقفنا والانتقاص من تضحياتنا.

ولم يعد الزمن العربي الراهن حيث العدوان الاسرائيلي على اشده وحيث تتشدد التحديات من حول الامة كافة ، يحتمل انصراف البعض عمدا عن القيام بواجباتهم القومية نحو مواصلة التشكيك والانتهازية والادعاءات المزورة.

نسعد بهذا التكامل وهذا التوحد الوطني الشامخ في موقف شعبنا العربي الاردني الكريم بقيادة عميد آل البيت الكرام وننتظر من كل من عبروا عن التضامن وتظاهروا وحرقوا العلم الاسرائيلي وطالبوا بطرد السفير وقطع العلاقات ان يترجموا ذلك عمليا بالتوجه الى مديريات الاوقاف للتبرع والى بنك الدم للتبرع ، خاصة ونحن نعرف ان هؤلاء او معظمهم من الموسرين الذين بمقدورهم بلورة موقف عملي يسند الاشقاء في محنتهم ، فلا يكفي التعبير بالهتافات والتصريحات والبيانات وحرق الاعلام والمطالبة بقطع العلاقات ، وانما لا بد وان يكون الموقف الرسمي والذي يقوده الملك بارسال المساعدات المادية والعينية التي تمكن الشعب الشقيق من الصمود ، القدوة لكل المتضامنين مع محنة اهل غزة الكرام في مواجهة العدوان.

هذا موقف عملي اردني لا يدانيه موقف عربي او اسلامي اخر وهو موقف ليس بالجديد وانما هو استمرار لموقف وطني مستمر منذ بدايات الصراع العربي الاسرائيلي ، وهو كذلك موقف نرجو ان يتصاعد وان يستمر وان يكون سببا ولو مرة واحدة للجم اولئك الكاذبين المشككين والعدميين الذين اكدوا لنا ومنذ زمن بعيد ان سعادتهم البائسة هي في التشكيك والتطاول والادعاء.

تحية لاهل غزة الصابرين المرابطين الصامدين ، وتحية للموقف الاردني العربي الاصيل ، وتحية لشهداء فلسطين والامة.

والله من وراء القصد.