دبلوماسية طلال ابو غزالة
السفير الدكتور موفق العجلوني
24-07-2017 03:18 AM
ليس من السهولة بمكان التحدث عن شخصية تمتلك كرزما استثنائية " Round Character "مثل شخصية طلال ابو غزالة.
رغم عتبي الشديد على ابو لؤي لتقاعسه عن إنقاذ عائلة من مكيدة انطلقت من منتدياته حاك خيوطها أحد الوزراء والذي سبق ان طالبت شخصيات دبلوماسية عديدة بعزله ومحاكمته. حيث اطاحت هذه المكيدة بشخصية لها مركزها الرسمي والاجتماعي ... ورغم مساهماته الطوعية العديدة في ملتقيات طلال ابو غزاله، ورغم اتصالاتي انا شخصيا بسعادته اثناء وجوده في جنيف لتوضيح ما يحاك ضد تلك الشخصية والطلب منه التدخل من خلال القيام بمكالمة هاتفية مع دولة الصديق السيد سمير الرفاعي لقول كلمة الحق ليس الا، وما يمليه عليه ضميره ووجدانه، الا انه نسي او تجاهل الامر ولم يحرك ساكناً الامر الذي كان له نتائج تكاد تكون كارثية على تلك الشخصية وافراد عائلته.
ما دعاني لتذكير سعادة الدكتور طلال ابو غزالة بهذه الحادثة، هو تلبية لدعوته لي حضور ندوة سعادة السفير الصيني السيد بان وايفانج بتاريخ 18/7/2017 بعنوان:
الاردن كحاضنة للاستثمارات الصينية
" القطاعات والاسلوب والاطراف "
لا اعرف عمن اتحدث هنا عن سعادة السيد طلال ابو غزالة ام عن سعادة السفير الصيني ام كليهما. اولاً الفضل الكبير يعود حقيقة للسيد طلال ابو غزاله بمبادرته بدعوة السفير الصيني السيد بان وايفانج والذي كان حقيقة بطل الندوة وكنت اتمنى ان يكون سفيرا اردنيا او على اقل تقدير ان يتعلم سفراؤنا الاردنيون من السفير الصيني. كان السفير الصيني متألقا الى ابعد الحدود واثقاً من نفسه، ويتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة، ويحفظ درسه عن ظهر قلب دون ان يكون امامه خطابا او كلمة مكتوبه كما جرت عليه العادة. في العادة تكون كلمات السفراء مكتوبة مسبقا والاسئلة والاجوبة والكلمة لا تتجاوز الساعة، الا ان السفير الصيني السيد بان وايفانج لو سمح له السيد طلال ابو غزالة بالمتابعة كما قال كان على استعداد لمواصلة الحديث عن الاستثمارات والصادرات الصينية والمنتجات الصينية والاجابة على اسئلة الحضور الى منتصف الليل. نعم ها هم السفراء الحقيقيون الذين يسهرون على مصالح بلدانهم، وكيف تقوم بلدانهم باختيارهم بعناية فائقة، ليس كما يحدث لدينا بكل اسف، فكثير من الاحيان تتم تعينات السفراء / السفيرات ونقلهم واقالتهم واحالتهم على التقاعد، لا تتم استنادا الى الاسس الصحيحة ومصالح الاردن العليا، وانما الى مزاج وزير الخارجية او صاحب الولاية " رئيس الوزراء " لاعتبارات شخصية مزاجية بحته كما حدث ابان الحكومات السابقة.
نعم سفير الصين كان عريف الحفل وصاحب الكلمة، بطل المسرح، كان في قمة الالق والتألق، نعم كانت الصين حاضرة باستثماراتها، بتجارتها، بقيادتها، بأسواقها، ببضاعتها، بصادراتنا، بوارداتها، بسورها العظيم، بحدائقها الغناء، بحاضناتها الصناعية، بمؤسس الصين الحديثة ماو تسي تونغ وبرئيس الصين هو جين تاو.
نعم كان السفير الصيني حريصاً كل الحرص بابتسامات عريضة تدوي في قاعة منتدى المعرفة لطلال ابو غزالة. كان تواصله في الحديث لساعات يحول دون تدخل طلال ابو غزالة لمداخلة او تعليق، حتى انه خالف السيد طلال ابو غزالة في موضوع التسهيلات المتعلقة في منح التأشير وتحمله السفير شخصيا عملية التأخير. نعم كان الرابح الاول هو السفير الصيني، وكان الرابح الاول هي الصين، وكان الرابح الاول هو التاجر الصيني، والصناعي الصيني والمصدر الصيني، وكان الرابح الاول هو المستثمر الصيني. أما الخاسر الاكبر فقط هو الاقتصاد الاردني، والمخطط الاردني والتاجر الاردني والصناعي الاردني واصحاب الاموال الاردنيين المكدسة في البنوك المحلية والخارجية، والمستثمر الاردني الهارب من الاردن الى بلدان شقيقة وصديقة “لا بارك الله في امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع “.
اما على الصعيد الاستثمار الاردني ، فلأول مره اشاهد معالي وزير الاستثمار السيد مهند شحادة الذي يستحق الشكر ، و الذي ترك بصمات عديدة في البنوك و المصارف الاردنية و الاجنبية و صندوق الانماء العسكري و قضايا التأمين و دائرة الاستثمار في الديوان الملكي ، و هو يتابع باهتمام حديث السفير الصين ، رغم مشاغله و ارتباطاتها الا انه تابع حديث السفير الصيني الذي استغرق ساعات حتى النهاية ، و كان متفاعلاً مع حديث السفير الصيني من خلال مداخلته حول الاستثمارات الصينة في الاردن و الاستثمارات الاردنية في الصين والصادرات الاردنية للصين والصادرات الصينية للأردن .
و السؤال المهم ، هل تفضل سعادة الدكتور طلال ابو غزالة مشكوراً بدعوة سفيرنا في الصين لنستمع اليه و نقارن بين سفرائهم و سفرائنا و الدور الذي يقومون به ، هل تفضل سعادة الدكتور طلال ابو غزالة بدعوة سفيرتنا في واشنطن لتحدثنا عن انجازاتها خلال ١٣ عاما في باريس و الان في الولايات المتحدة الاميركية مقابل السفيرة الاميركية السابقة في الاردن السيدة اليس جي ويلز و التي كانت تجول و تصول في ارجاء الاردن لخدمة مصالح بلدها " و التي خاطبتها بنفس المكان قائلاً: كنت اتمنى سعادة السفيرة ان يكون سفراؤنا بنفس النشاط و الديناميكية و الحرص على المصالح الاردنية في الخارج التي تتمتعين بها "، هل تم دعوة سفيرنا في بريطانيا ليحدثنا مقابل ما حدثنا به السفير البريطاني السابق بنفس المكان عن الشفافية في وزارة الخارجية البريطانية ، هل قام سعادة الدكتور طلال بدعوة سفرائنا للحديث عن دورهم في الخارج لترويج الاردن سياسيا و اقتصاديا و سياحيا و ثقافيا و جذب الاستثمارات للمملكة و ابراز الحضور الاردني مثل ما يقوم به السفراء الاشقاء و الاصدقاء في منتديات طلال ابو غزالة و المنابر الاردنية الاخرى .
هل قامت مراكز الدراسات والابحاث الاردنية مثل مركز الجامعة الاردنية للدراسات الاستراتيجية بعمل دراسة حول ما هي انعكاسات هذه اللقاءات الدبلوماسية على مصلحة الاردن ام انها مجرد ترويج لشخصيات بعينها ... سؤال برسم الاجابة
لا شك انني شخصيا رغم العتب الشديد في بعض المواقف المحدودة على سعادة الدكتور طلال ابو غزاله ... الا انني اكن له و لعائلته كل تقدير و احترام ، و الانجازات الكبيرة التي يعود الفضل له على الساحة الاردنية و الفلسطينية و العربية و الدولية ، و في مساهماته في العديد من المشاريع التنموية و خاصة في مجال تصنيع المعرفة و نشر العلم و الثقافة و الاعلام المرئي و المسموع ودعم الفن الموسيقى الكلاسيكية الراقية و دوره الكبير في تعزيز العلاقات الاردنية الصينية و دوره الريادي في مجال المحاسبة و الملكية الفكرية و تأسيس المنتديات " و التي اتشرف بعضويتها و احد أعضائها " ومنابر العلم و المعرفة و تطوير السياسات الاقتصادية ، و دوره في هيئة النزاهة و الشفافية و العديد العديد من المساهمات الرائدة و المناصب الدولية التي تقلدها و خاصة في الامم المتحدة التي لا استطيع ان اعددها او اقوم بوصفها .
طلال ابو غزالة قامة اردنية عربية دولية تستحق كل تقدير واحترام، ونتطلع منها المزيد المزيد من العطاء ندعوه تعالى ان يمن عليها بموفور الصحة والعمر المديد.
وهنا في هذا المقام، لا يسعني ان اشيد بالدور الكبير للسيد لؤي طلال ابو غزالة رائد الملكية الفكرية في المملكة والقنصل الفخري لأوزبكستان والذي كان لي معه تجربة رائدة في مجال الملكية الفكرية وكذلك تعاون وثيق خلال فترة عملي سفيراً للمملكة الاردنية الهاشمية في اوزبكستان.