وقعت للشعوب العربية منذ نحو نصف قرن كارثة مروعة أدت إلى مصرع ارادتها فظلت الاجسام تتدحرج بلا ارواح، ومنا من يقول : نحن جثث مطمورة تحت الأنقاض.
قال جاري النابه متسائلا وسط انشغال الناس بمتابعة المجازر الاسرائيلية في غزة: أخذني الفضول في الصيف الماضي إلى القاهرة (أعاد الله عزّها) لأزور منطقة الدويقة التي شهدت في سادس أيام الصوم مأساة الانهيارات الشهيرة لكتل صخرية راح ضحيتها عشرات المصريين، فضلا عن مئات دفنوا تحت الأنقاض، فيما وقفت الحكومة مشلولة حيال هذه المجزرة "الطبيعية".
أضاف مستعيدا هول المشهد: ما أن وصلت حتى تبرعت بما كان لدي من نقود، لكن تساؤلا ظل يصدمني: ماذا ستصنع نقودي لرجل فقد عائلة باسرها؟!
قال ان الناجين أبلغوه أن شكاواهم للسلطات عن خطر الانهيار استمرت طويلا لكنها لم تحرك ساكنا.
جاري هذا أنهى قصته التي اعتقدت انها لا تناسب الموقف قائلا: تلك كانت مجزرة طبيعية أغفل الاهمال شكواها، وما يجري اليوم ومنذ قرن ايضا مجزرة "طبيعية"، انها نتاج لقصة الليل الطويل الذي نعيش.
نعم هي كذلك مجزرة طبيعية وبلا هلالين، فلا يبتئسنّ الفلسطيني مرارةً لقبح المشهد العربي فيما هو يواجه الأهوال