الشهداء (ظرف مكان) .. والخونة (ظرف زمان)
عيسى ابو جوده
23-07-2017 02:36 PM
عن ماذا تبحث! يتوقف قليلا وقد أعجبه نبر السؤال، يقال بأنه لا بد من زينة للكتابة، فقد يملك أحدنا حذاء ولا يملك نصا، وقد يملك أحدنا نصا ولا يملك حذاء. اذا لا بد من أغنية حرة وأليفة، شقية وخفيفة زائدة عن حاجة كولونيل لا يجد من يكاتبه. فماذا عسى أحدنا أن يفعل بعود الثقاب الأخير؟ كان قد أطلق ضحكة في الجو واستدرك قائلا: " أجمل ما قد تمنحه إياك الحياة خارج إطار الوقت لقاء حب عند المنعطف الأخير، سيدة قد جربت حتى الآن أربعين من الرجال ممن لا يجيدون القراءة والكتابة، سأقرأ لها دانتي الجحيم." أما أنا فقد يصيبني ما قد يصيب القاتل الجريء، فما أن يفرغ من خصمه القتيل حتى يصعد الجبل، سأصعد الجبل.
عن ماذا تبحث! يتوقف قليلا وقد أعجبه نبر السؤال، يضحك غبنا بالمقال، يتوانى قليلا ويستطرد قائلا : " يعجبني في اللامدرك حكمة الشاعر القتيل، ويعجبني في العلة بوحها النبيل ويغريني في تناص النفي كبريائه القتيل، نفي صفة نص الهزيمة المشغول على عجل بالآخر اللغوي الغنائي البديل، شيء من توطئة لفلسفة حديثة، فلا بد من إيقاع حيوي ومستساغ وخاصة في فترات الوهن، الأخلاقي منه والسياسي، واستطرد قائلا : "فماذا عسانا أن نفعل بمكنسة الكهرباء وأحدنا لا يملك وطنا؟ " قلت في امرأة تحبك، في امرأة تعرف كيف تعيد ترتيب المساء مسائك وبما يليق بخيبتك . كان قد أطلق ضحكة في الجو واستدرك قائلا ولكن هذه المرة بهدوء أقل، " بافلوفيتش أنطون تشيخوف مات واقفا بعدما نهش الدرن رئتيه فيما يوروفيتش ميخائيل ليرمنتوف ضاع في مجازفة، يا للمفارقة! فأحدنا قد يقضي برصاصة وأحدنا الآخر قد يقضي بذبابة ."
عن ماذا تبحث! يتوقف قليلا وقد أعجبه نبر السؤال، يضحك غبنا بالمقال، يتراجع خطوة واحدة للخلف ويستطرد قائلا :" ما الفارق السهل ما بين العبقري والرديء وما بين الجرأة والخوف؟ وما هي الحدود البسيطة ما بين الخطيئة والرذيلة؟ ألهذا الرجل صاحب القميص الممزق عند الأكمام لا زال يجد حرجا في إخفاء نص الهزيمة المقتبس فيما الآخر الأنيق راح يحشره تحت فخذه ." واحدة من متطلبات التورية أن ترى حرص الأمير الجديد المصاب بالعطب اللغوي على تشييد مسلة حديثة ضاربة بالارتفاع فيما المشهد الحياتي الأجدر لا زال أعلى من أن تلتقطه عدسات الكاميرا مقوسة الظلال، ولد ما أن انتهى من قتل النمر بعد أن قاوم حصاره لأكثر من نصف قرن حتى راح يمسح حذاءه بقفاه . كان قد أطلق ضحكة في الجو واستطرد قائلا: " فماذا عسانا أن نصنع بعود الثقاب الأخير؟" قلت: لقاء حب عند المنعطف الأخير . قال : " ليس بعد أن فقدت عذريتي مع جندية قدمت لي حتى الآن أدلة كافية في معرفة الوجه الآخر للقمر ." أما أنا فقد يصيبني ما قد يصيب القاتل الجريء، فما أن يفرغ من خصمه القتيل حتى يصعد الجبل، سأصعد الجبل .
عن ماذا تبحث! وفيما هو يعد الزينة، زينة اللقاء الأخير حتى التفت إلي قائلا : " يموت الشاعر بوابل من رصاص، فيما أعداء الثورة عادة ما يقضون على أنقاض سرر من خديعة ....