المحاضرة التي القاها الدكتور معرف البخيت يوم الاربعاء 4 نيسان 2007 في نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية احتوت على معلومات مهمة جدا ، ولعل الذين تابعوا ما نشر في الصحف المحلية والتي عادة لا تنشر كل ما يقال في مثل هذه المحاضرات لأسباب تتعلق بالمساحة التي ستستحوذ عليها عملية نشر المحاضرة ، ويركز مندوبو الصحف عادة على اهم ما دار فيها . ولعلي لن اقوم بتلخيص ما نشر في الصحافة بقدر ما سوف اقوم بوضع الخطوط امام كلام رئيس الوزراء والذي يعرف عنه قلة الكلام وحب الاستماع واتخاذ القرار الرصين المبني على قناعة ودراية وشفافية . كلام رئيس الوزراء مهم جدا لانه عرج على اكثر من موضوع ، ولعل الموضوع الذي بدأ به هو ايصال رسالة الى كل المهتمين والباحثين في شؤون الانتخابات البلدية والنيابية هو اعتماد الرقم الوطني المثبت على بطاقة الاحوال الشخصية كآلية للتصويت منعاً للتزوير في الانتخابات ولضمان نزاهة العملية الانتخابية ، والرقم الوطني في هذه الحالة يكون اسلم طريقة بالنسبة للأنتخابات نظرا للتشابه الكبير في الاسماء بين المواطنين .

وتنبع اهمية استخدام الرقم الوطني لوضع حد لبعض السلبيات التي رافقت عملية الانتخابات للمجلس النيابي الرابع عشر التي اجريت بتاريخ ( 17/6/ 2003) والتي بولغ كثيرا في وصفها والتوقف عندها من قبل عشاق النقد والتنظير لدرجة ان بعض قادة الاحزاب السياسية صرحوا ان نصف اعضاء مجلس النواب فازوا " بالكوي " اي كوي هوية الاحوال المدنية والتي استغلت كثغرة من قبل عدد لا يتجاوز الـ ( 200) شخص كما اكد لي هذه المعلومة السيد عوني يرفاس مدير عام دائرة الاحوال المدنية والجوازات عندما قمت مؤخرا بتحليل الانتخابات النيابية للمجلس الرابع عشر . وقد تم معرفتهم عندما قام اصحابها بمحاولة تجديدها بسبب تعرض هوياتهم للتلف جراء للحرارة . بالرغم ان هذا التجاوز كان من قبل الناخبين والمؤازرين لبعض المرشحين ولم تتدخل الحكومة في سير الانتخابات النيابية في ذلك الوقت .

ما اورده البخيت في محاضرته يستحق البحث والاهتمام والتمحيص وقراءة ما بين السطور وخاصة ان كلامه وتلميحاته في هذه المحاضرة والمحاضرة السابقة التي القاها في ملتقى بناة المستقبل بتاريخ 3/3/2007 تؤكد ان هناك على اجندته زخم عمل وقرارات قادمة في عدد من القضايا المهمة للمجتمع الأردني ، ولعل تجديد النخب الاجتماعية والثقافية يأتي في سلم اولويات رئيس الوزراء . وهذا يشير إلى ان هناك تعيينات جديدة واحالات إلى التقاعد وتغييرات في الجهاز الحكومي المدني قادمة لا محالة ، فرئيس الوزراء كما ارى يؤمن بالحداثة والتطور ومواكبة روح العصر ، والاستفادة من ابناء الوطن ورفد القطاع العام بالخبرات والافكار النوعية .

اخر الكلام .... البخيت قال في محاضراته التي القاهما في ملتقى بناة المستقبل (3/3/2007) و نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية (4/ نيسان 2007 ) كلاما كثيرا وهو بحاجة للتوقف عنده ومتابعته ، ومنح العذر الكبير فهناك قوى شد عكسي " متنفذه ومجتمعية " تقف في طريق انجاز اي عمل ناجح ، وخاصة في وجه مكافحة الفساد والفاسدين . ولعله كان شفافا وواضحا عندما اشار الى هذه القوى واعترف بوجودها ، ولكنه اكد استمراره في مقاومة هذه القوى واحالة كل من يثبت تورطه في قضايا فساد الى القضاء .

Ohok_90@yahoo.com