الاردني والدولة .. "الجرح كبير"
فارس الحباشنة
22-07-2017 02:06 PM
يا سادة ..الدولة ليست شركة و لا بازار . و الجناح الذي يرطن باللغات الاخرى اخفق في ادارة وتوجيه شؤون الدولة ، و هو جناح يديره موظفون علمهم الحفاظ على المقاعد وسط مستنقع الفساد و الاخفاق و الفشل في تدبير و إدارة أي ازمة او ملف عام .
جناح لربما لا ينافسه أحد اليوم على مساحات السلطة، قدراته بإدارة الدولة على مدى عقد من الزمن فاشلة، و أكثر ما أظهروا الدولة مازؤمة في اطار مجالها المحلي و الاقليمي . هي صور قاتمة لازمات كثيرة، و لربما قضية الجندي معارك التوايهة واحد من ابرزها .
هم لا يعرفون أن يكلموا الاردنيين ؟ وإن تكلموا معهم فان حديثهم يجري مشبع في رطنة فوقية و استعلائية واستفزازية طبقية ، في عقيدة هذا الجناح فان الشعب معطل و غير مؤهل على التفكير في شؤونه و
مصالحه . ومن عبر تلك التصورات وما يسمونها تمكنوا من بناء جدران و حيطان عزل ما بين مؤسسة الحكم و الشعب .
ولربما هي من اقسى و اصعب اللحظات التي مرت على تاريخ الاردن الحديث .
لا خطاب و لا فكرة . الافكار الوطنية البيروقراطية المتوارثة تفككت انسحقت تحت تأثيرات لموجة الانقلابات التي اصابت مركزية الدولة الوطنية و مفاهيم الحكم .
عجلة الدوران متحركة ، و لا المؤمنون بالاستقرار و مروجوه، هم خائفون و مرعوبون ، ومكرس في اذهانهم عقيدة أن القائم بكل سيئاته هو الافضل و الانسب والملائم ، و أن القطاع العريض من الاردنيين بفقرهم و قلة حليتهم دينهم الجديد هو الايمان بالاستقرار والامن و الامان .
هي عقيدة مواطنة غرستها ماكينة الدولة الدعائية ، لتكون وسيطا جديدا في برمجة عقول المواطنين ، طبعا برمجة دون مشروع أو فكرة ، برمجة لصيغة وعي الدولة و المواطن على الخوف و البحث الجاري عن "مواطن صالح" خائف ومرعوب.
محاولة ترويج مرهقة لعقائد وطنية جديدة ، الاستثمار هو الامل والحل الوحيد . و الاستثمار بلا خطط و لا عناوين واضحة للتنمية يعني الرزق على رب العالمين ورجال الاعمال المحليين و الاجانب . أي ثري هو منزل من السماء " منقذ ومخلص " يوفر فرصة عمل و لقمة عيش وغيرها .
وما يجعل من "البزنس " "عقيدة مقدسة" ، و لا يقبل التنازع حول مشروعية و صلاحية افكارها ، ومن لا يؤمن بها فهو لا وطني و جاحدو متأمر و حاسد و معطل للبناء وغيرها من الاوصاف المتشابهة . هي نوعية من افكار كرست صورة لهيمنة تصورات ترى المواطن مجرد رقم يوزع على الخانات ما يبدل من قيمته لخدمة صاحب الولاية العامة و القرار.
ثمة فراغ يتسع و يتضخم في اروقة الدولة ، ولم يعد خفيا أن أكثر ما يتجمع في خزائن الحكومة هي الازمات ، و الاردنيون لا يعرفون لماذا تذرف الدولة عليهم الويلات و المصائب ؟ تراكم الازمات والاخفاق بإداراتها والاستمرار بتوليدها يعطى جميع اغلفة الاغلفة شكلا ولونا واحد لا غير، وهو ترحيلها الى نقطة زمنية ما.