الأقصى بين المعتصم وزعماء العشائر العربية
عدنان الروسان
21-07-2017 10:34 PM
امرأة مسلمة ، ألقاها رجل رومي على الأرض و داس بحذائه على رأسها ، و شتمها بأقذع الألفاظ، و ليس غريبا هذا التصرف على رومي بيزنطي ، كما هو ليس غريبا اليوم على الإرهابيين اليهود في فلسطين المحتلة فعل ذلك، جندي إسرائيلي يضرب امرأة مسلمة عربية فلسطينية و يهينها ، المرأة التي ألقاها الرومي أرضا كانت في عمورية و صاحت المرأة و هي تشعر أنها مغلوبة لا ناصر لها في المدينة إلا الله صاحت بأعلى صوتها ، وا معتصماه ،نادت على الخليفة المسلم المعتصم بالله أما المرأة الفلسطينية فصاحت واعرباه .
المرأة المسلمة في عمورية ، صاحت وا معتصماااااه
و رأى رجل مسلم من أهل عمورية ما حدث فسافر إلى حاضرة بني العباس و قابل المعتصم ، قال الخليفة ، ما وراءك يا رجل ، قال يا أمير المؤمنين ، رأيت روميا يلقي امرأة مسلمة أرضا و يدوس على رأسها و صاحت المرأة وا معتصماه ، قال أسمعت ذلك ، قال سمعت و رأيت يا أمير المؤمنين ، وقف أمير المؤمنين في مجلسه وقال بأعلى صوته لبيك يا امرأة ، و جهز جيشا في عز الشتاء و توجه إلى عمورية و فتح المدينة و قتل ثلاثين ألف رجل و أنصف المرأة .
في فلسطين نادت المرأة واعرباااااه ، مستنجدة بالزعماء العرب الذين يقضون نصف أعمارهم سكارى و النصف الثاني فجارا ، و ما زالت المرأة تنتظر و لا تسمع إلا رجع صدى صوتها ، الزعماء العرب مشغولون بلملمة أموال الأمة و إرسالها إلى أبي ايفانكا الأمريكي ، مشغولون بحروب داحس و الغبراء ، مشغولون بالانقلابات على بعضهم البعض ، مشغولون بمن يخدم أمريكا أكثر و من يطبع مع إسرائيل أسرع ، مشغولون بإتمام مسلسل إذلال الأمة و قتل ما تبقى من كبريائها إرضاء لكوهين اليهودي و بطرس الناسك الصليبي .
اليهودي النذل رأيناه اليوم و هو مدجج بالسلاح يضرب بحذائه فلسطينيا مسلما يصلي بالشارع و يحطم أضلعه و لم يدعه يكمل صلاته ، اليهود المدججون بالسلاح بين مقطعين موصلين أثيوبيين و سكناج و بولنديين و مافيات من كل حدب و صوب لا يجمعهم إلا الحقد اليهودي على المسلمين ، يستقوون على الفلسطينيين العزل إلا من إيمانهم بعد أن اطمئنوا أن الأبطال المغاوير من العرب صاروا معهم يدعون الفلسطينيين إلى الصلح مع إسرائيل و طرد حماس و الجهاد و نبذ العنف ، جنرالات و قواد و رجال أمن و شيوخ و مستشيخين و أمراء و متآمرين ، و انقلابيين .
هذا زمان انقلبت فيه المعايير ، و لم يعد فيه نخوة و لا مروءة ، و حينما تقفز الرويبضة إلى كراسي الحكم ، و حينما ينقلب الجندي على رئيسه المنتخب و يصير رئيسا و يعيش الدور و يظن أنه رئيسا عن جد ، و حينما يتصرف الأمراء على أن أموال الأمة هي أموالهم و يهبونها لبطرس الناسك بينما أبناء الأمة يموتون من الجوع ، و حينما يتطاول الحفاة العراة رعاة الشاه في البنيان و يظنون أن الدنيا ليست إلا بهرجة و أبراجا و أمولا بلا كرامة و لا عزة نفس ، و حينما يصير لبعض الرؤساء فلاتر لا تفلتر ، و لبعضهم محميات يظنونها دولا ، و لبعضهم قبائل تفكر بعقلية راعي البقر لا بعقلية السياسي و لا بعقلية الحاكم الرشيد ، حينما يصل القحط الفكري و التصحر الأخلاقي لدى بعض الزعماء الى درجة أن يسهروا على نزواتهم و هم يرون الشهداء يسقطون على بوابات الأقصى من المسلمين العزل ، حينما نصل الى كل هذا لا يعود غريبا علينا المشهد الذي نراه.
الفلسطينيون يقفون كالصخور الصلبة في وطنهم ، رافعين رؤوسهم و رؤوسنا ، و اليهود يزدادون كل يوم بلاهة و تفاهة و قسوة و ارهاب لأن نهايتهم و هم يعلمون قريبة ، و سنقاتلهم رضي من رضي من بلهاء العرب و غضب من غضب و سننتصر عليهم ، و لن تكون هذه المرة كما كان في عهد صلاد الدين رحمه الله بأن نسمح لهم بالخروج بأموالهم سالمين ، بل سيدفعون ثمن دير ياسين و قانا و السموع و القدس و الخليل ، و سيبكون دما بدل الدموع و لن ينفعهم أحد لأن هذه الأمة ولادة و ساعة النصر قريب.
لن نيأس رغم ان الخطوب ادلهمت ، و أن الظلمة صارت حالكة و لكن أحلك ساعات الظلام هي تلك التي تسبق الفجر اليس الفجر بقريب ، انتظروا انا معكم منتظرون ، و سترون نهايتكم المرعبة، على أيدي ابناء الأمة المظلومين ، و ستعودون للبكاء و أن تبولوا على ملابسكم من الخوف كما رأيناكم أمام المقاومة اللبنانية جنوب لبنان ، تفرون كالأرانب المذعورة و ستدفعون الثمن غاليا يا أبناء القردة و الخنازير.
و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.