الاحتلال يقامر .. ليس "الاقصى" كأي جريمة أخرى
المهندس موسى عوني الساكت
21-07-2017 06:21 PM
في القدس شبان يفتدون مسجدهم بأرواحهم، وعلى الاحتلال أن يدرك ان الموت، وحده، قادر على منع المصلي من مصلاه، والمسلم من أقصاه.
لم يفهم المحتل بعد - ولا يبدو أنه يريد أن يفهم - أن قتل المسلم وربما أسره، أو حتى التنكيل به أهون عليه – أي على المسلم – من أن يُمنع من الصلاة، فكيف إذا مُنع المسلمون من أقصاهم ومسرى نبيهم، وقبلتهم الأولى.
في الأولى إن القتل شهادة، يصبر عليها المسلم، أو يصابر، أما في الثانية، فالمنع لا يقود إلا إلى طريق واحد لن يتوقف الا ان يعود المصلى لصاحبه والمسجد للساجد فيه، أو ان يفتديه بكل ما يملك، فإن تغور الارض بالمصلي أهون عليه من أن يقف بينه وبين مسجده محتل.
من يخبر المحتل أن منع المسلمين من الصلاة أمر ليس بالإمكان أن يقدر عليه، وأن المنع ما هو الا دعوة للانفجار، حتى يعود المسجد لأهله.
وكيف يمكن ان يفهمه محتل غريب عن المنطقة.
وحدهم أهل المنطقة هم من يرون بريق الصلاة في عين المصلي، لهذا هبّ الاخوة المسيحيون يشاركون إخوتهم المسلمين وجعهم. هذا هو الاقصى وهذه هي القدس.
إن المحتل يقامر، وهو يظن لو للحظة ان الامر دائم له، وأن ساعة القتل التي يتعرض له إخواننا في شوارع المسجد الاقصى لن تنتهي. ولن يثأر الحق، للدم المسفوح في شرايين الشهداء.
أي حماقة بل أي جريمة يرتكبها هذا المحتل، وهو يواصل عدوانه اليومي على ضفتنا، ونسائنا وأطفالنا، ثم لا تجد من يقول له: قف.
ترى جموع المصلين في المساجد. تراهم في الأسواق وقد ازدحم المكان بهم. فيخطر على البال سؤال: أي رهان يؤمن به المحتل، وهو يغوص في دمنا حتى العظم. وهل يعتقد أن ساعة من زمن تجبّر بها علينا، ستستمر الى الأبد؟
إن اللعب بملف المسجد الاقصى ليس كأي لعب. وإن الجور عليه ليس كأي جور، ثم أن منع المسلمين من صلاتهم ليست حتى كمنعهم من الحياة نفسها.
إن حي على الصلاة لا تطيب حقا إلا في الاقصى.