لماذا افتعال الأزمات
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
21-07-2017 01:24 PM
وضعناً أصبح طبيعيا وتعودنا عليه منذُ فترة من الزمن وهو ان نصحى كل يوم على أزمة جديدة٠٠٠ !!! تبدأ صغيرة ثم تنتهي الى قضية وطنية تهم الجميع ٠٠٠ ولا احد يعرف من الذي يصنع الأزمات !!! والتي ينتشر خبرها كالهشيم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ٠٠٠ ففي بعض الأحيان تكون تلك الأزمات حقيقية وأحياناً تكون وهمية لا أساس لها بتاتاً٠
أحاديث داخل غرف مغلقة مزعجة لأبعد الحدود ؟؟ وحل الأزمات بالأردن ليس عصياً كما يراه البعض ٠ لكنه يحتاج الى عقلاء في ظل هذه الظروف الصعبة ٠٠٠ أزمة اقتصادية طاحنه منذُ سنوات وبطالة ليس لها حدود وأصبحت تشكل مصدر قلق أمني ومجتمعي ولا نرى بالأفق أية حلول سوى مزيداً من الضرائب ٠٠ وعدم المساواة !! وتعيينات تتم تحت الطاولة دون مراعاة لمشاعر أحد ٠٠٠ او احتراماً لعقول البشر !! ولا شيء اصعب على المواطن الاردني الا احساسه ان كرامته مهانه ٠٠٠ وحقوقه مسلوبة واحترامه ليس له وجود ٠٠٠٠ وكل ذلك يؤدي الى افتعال أزمات نحن بغنى عنها٠
الاردن يسير على رؤوس أصابع قدميه وسط حقول ألغام إقليمية ودولية ٠٠٠ ولولا لطف الله وحكمة جلالة الملك وامتلاكه لرؤية استباقية لكل ما يحدث داخلياً وخارجياً ٠٠ وقدرته الفائقة على استثمار التحالفات الدولية المعقدة لصالح الاردن ٠٠ عدا عن أخده جميع المطالَب الشعبية للإصلاح بسياسات وطنية وسطية معتدله٠
مراكز عالميه للدراسات والابحاث جالت الاردن من شماله وحتى جنوبه ٠٠٠ بواديه ومخيماته ومدنه وقراه !! وكانت نتائج دراساتها لا تسر الخاطر والوجدان بتاتاً ٠٠٠!!! وكان اخرها مقالاً عن الاردن بجريدة الإيكونومست البريطانية والتي اعرف ان جلالة الملك يطلع على أخبارها شبه يومي ٠٠٠ وفِي أحدث تقرير لها صنفت العاصمة عمان ليست أغلى الدول العربية معيشة ٠٠ بينما الاجور هي الأدنى ٠٠٠ والنسبة العالية من المواطنين لا يثقون بالحكومة ٠٠"!! وان هناك أشبه بحالة طلاق تام ما بين الحكومات والنَّاس ٠
سياسات عقيمة أدت الى تفسخ المجتمع نتيجة الفقر وعدم المساواة بين الاردنيين ٠٠٠! فجميع الحكومات التي تولت امر البلاد منذُ فترة لم تدرس قراراتها على ارض الواقع ومدى تأثيرها على المواطنين ٠٠٠ وانتباهها الى ردود الفعل نتيجة قراراتهم والتي كان من الممكن الاستغناء عنها في هذه الظروف ٠٠٠ وأصبحت الحكومة تنشغل بقضايا جانبية بتعين فلان او علان وأخذ حقوق الغير دون مراعاة لأية مشاعر كانت ٠٠٠؟؟ وغالبا ً هذه اللامبالاة ستقود الحكومة نحو فشل ذريع ٠
نرى أمامنا ان اغلب الأزمات التي نمر بها هي بجوهرها تمس أمن مجتمعنا وتماسكه ببعضه البعض ٠٠٠ وان النفي لوجود تلك الأزمات هو بحد ذاته انكار ليس الا!! وبتالي يؤدي الى تفاقم الأزمة فتظل تكبر وتنتشر حتى تتحول الى كارثه لا قدر الله من الصعب السيطرة عليها ٠
أزمات عديدة عشناها ٠٠٠ ويجب على الحكومة ان تعرف ان الحكمة ضرورة والتعقل مطلوب ٠٠!! وان هيبة الدولة لن تتحقق بالتمسك بقرارات قد تكون مزعجة على المدى البعيد ٠٠٠ والهيبة لن تتحقق الا بالعدل والمساواة وليس خلق الأزمات والتي نحن بغنى عنها ٠