بيئة اﻹنتخابات .. بصراحة!
أ.د.محمد طالب عبيدات
21-07-2017 04:35 AM
اﻹستحقاقات الدستورية اﻹنتخابية سواء النيابية أو اللامركزية أو البلديات كلها تمثل أعراسا وطنية ديمقراطية صوب الدولة المدنية وتجذير ثقافة المشاركة في الحياة العامة، بيد أننا نلحظ بأن البيئة اﻹنتخابية متشابهة في كل الظروف وفيها اﻷبيض واﻷسود:
1. الوجه المشرق والذي يتجسد في تطلعات جلالة الملك يتمثل في العملية الديمقراطية والتنافس الشريف واحترام اﻵخر وامتلاك البرامج اﻹنتخابية والروح الرياضية والحزبية والشفافية وعدد من الومضات المضيئة.
2. اﻹنتخابات الشريفة المضيئة تفرز من رحم الشعب ممثلين لهم للتحدث باسمهم لترسيخ مفهوم المشاركة الشعبية في صنع القرار.
3. اﻹنتخابات الشريفة فيها حرية القرار وحرية اﻹختيار دون إملاءات أو تدخلات أو وصاية أو غير ذلك.
4. بيد أن الواقع الذي يمثل جله الوجه المعتم وممارسات على اﻷرض تتمثل في الكولسات والتشكيك واغتيال الشخصية واﻹشاعات واﻹبتزازات واﻹتهامات الجزاف واﻹقصاء والتهميش ومجتمع الكراهية واﻹصطفافات العشائرية والتخوين والضغوطات وغيرها.
5. للأسف هنالك تلكؤ وربما فشل من الحزبيين كنتيجة لتراجع العمل الحزبي في تجذير الثقافة الحزبية والسبب عدم امتلاك البرامج المقنعة للشباب.
6. فهم اﻹنتخابات ما زال ناقصا عند البعض ما دمنا نتحدث عن إصطفافات عشائرية ومناطقية وقرى وأفخاذ، في الوقت الذي فيه ابتعاد عن البرامجية واﻹنصاف للآخر.
7. في اﻹنتخابات الكل يدعي تقدمه صفوف المترشحين وأنه اﻷكفأ واﻷكثر استحقاقا ولا يقر بالحقيقة إلا بعد النتائج.
8. ربما اﻹنتخابات تساهم في تفتيت البنى التحتية العشائرية واﻷسرية من خلال عدم الفهم الحقيقي للتنافس الشريف، لنجد على اﻷرض مرشحين يتصارعون فيما بينهم بدلا من التركيز على برامجهم.
8. ساهمت وسائل التواصل اﻹجتماعي -مع اﻷسف-في تأجيج العلاقات اﻹنسانية والبعد عن التنافسية الشريفة وكشف المستور من الكراهية وما بداخل كل الناس.
9. الديمقراطية ما زالت غير متجذرة، إلا إذا أحللناها مكان النهج الفزعوي واﻹصطفافات رويدا رويدا صوب مدنية الدولة والتنافس الشريف.
بصراحة..ما زلنا بعيدين عن تطلعات جلالة الملك المعزز في تجذير مفهوم الدولة المدنية ودمقرطة العملية اﻹنتخابية، ولذلك نحتاج تغييرات جذرية على بيئة اﻹنتخابات في ثقافتنا المجتمعية وربما تغييرات في موروثنا القيمي والحضاري لنكون أكثر تفهما وتسامحا وقبولا للآخر بتنافسية شريفة.