• خبراء نقل لا يستقلون الباص .
فجأة أصبح النقل العام في مقدمة الهموم وفي مقدمة أولويات الحكومة وفجأة أصبح الشعب الأردني خبراء في النقل العام، لكن هؤلاء الخبراء لا يستقلون الباص .
أتيح لنا أن نكون من بين عدد كبير من المهتمين بهذا القطاع الإستماع الى محاضرة وحوار مع وزير النقل المهندس جميل مجاهد بعنوان «كيف نرفع سوية النقل العام» في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي , والحقيقة كنت سعيدا جدا في الإستماع الى الحوار التفاعلي الذي فتح القاعة على وابل من الأسئلة المحرجة والمقترحات والأفكار الخلاقة لتطوير القطاع وأيقنت أن كل الحضور مرشح لأن يكون وزيرا للنقل فعنده الحل السحري لأزمة المواصلات ولأزمة المرور الخانقة وللطرق وللسكك وللمترو ولباص التردد السريع فشعرت بسعادة عارمة , وقلت في نفسي إذا كان هؤلاء من رواد المواصلات العامة ومستخدميها فأين المشكلة ما دام ركاب الحافلات على هذا المستوى من الوعي والرقي فهي حتما وسائط راقية الى أن عمد الوزير الى توجيه سؤال على شكل إستفتاء , كم واحد من بين الحضور جاء الى هنا استقل حافلة ؟.. لا أحد .
كيف يمكن أن يفتي بالمواصلات من لا يستخدمها , حتى المهندس المختص في شؤون الطرق والمرور سيحتاج الى تجربة وسائط النقل كي يستطيع أن يخرج بفكرة واقعية على الأقل .
إنها حالة تبعث على الحيرة فعلا , هذا التنظير عن بعد وهذا الحديث عن الحلول يأتي من أفواه من لا علاقة لهم بواقع هذه المشاكل .
هذه ظاهرة لا تخص قطاع النقل العام فحسب , هؤلاء خبراء في الإقتصاد وفي السياسة وفي التكنولوجيا والصحة والسياحة والطاقة الذرية والمياه والزراعة عندما يفسح لهم المجال .
• كنت وزيرة للنقل .
وزيرة النقل السابقة لينا شبيب سيدة محترمة وتتمتع بكفاءة أكاديمية رفيعة , دخلت الوزارة وحملت حقيبة النقل , وعلى خطى من سبقوها , كانت على الدوام تشيد بقطاع النقل الذي هي مسؤولة عنه من الحافلة وحتى الطيارة .
فجأة إكتشفت الأخطاء بمجرد أن أصبحت مواطنة عادية , وكأنها لم تر ما رأته وهي مواطنة لما كانت وزيرة خلال جولاتها على المرافق أو أنها لم تكن تهتم بالتفاصيل .
خذ مثلا ما كتبته في بوست نشرته على صفحتها في الفيس بوك بعد عودتها بالسلامة من رحلة الى الولايات المتحدة الأميركية لتعقد مقارنة بين الملكية الأردنية وخدماتها والشركات الأميركية وخدماتها وبين المطار هنا والمطارات هناك وبين سيارات تكسي المطار هنا وسيارات تكسي غير موجودة في مطارات أميركا لأن المسافرين ببساطة يتنقلون عبر المترو أو القطارات أو الحافلات فهي على سبيل المثال ترى أن تاكسي المطار بحاجة الى اعادة نظر بأسلوب العمل وأن التعامل مع المسافرين يتم بتدوين المعلومات بطريقة بدائية مع أننا في عصر تقنية المعلومات وهي بدأت تعتقد ان تشجيع السياحة مفتاحه تحسين منظومة النقل جوا وبرا. ,, إليكم ما كتبته السيدة شبيب أنقله كما ورد في الصفحة :
« .. لماذا نحن هكذا!!
كنت على متن الملكية الاردنية برحلة العودة وسبق ذلك رحلة على متن الخطوط الأميريكية
كم أحزنني الفرق في احترافية طاقمي الطائرتين الملكية تنأخر لأعطال فنية مع ان طائراته حديثة
الأميريكية ان تأخرت فالامر يعود الى السيطرة الجوية طاقم الخدمة على الملكية يتحدث فيما بينهم كانهم على المقهى بينما الأميركية لا تكاد تسمع صوتا على الملكية يميزون بين الركاب من حيث نوعية الخدمة ولا اعرف أسس وأسباب ذلك وأحيانا تجري حورات طويلة مع بعض الركاب الامر الذي لا تجده على الخطوط الاخرى.
على الارض وفِي المطار ترى الكثيرين ولا تعرف ماذا يفعلون والادهى عندما تقرر ان تأخذ تاكسي المطار الذي بحق بحاجة الى اعادة نظر بأسلوب العمل نصطف بالدور ويتم التعامل مع المسافرين بتدوين معلومات بطريقة بدائية ونحن في عصر تقنية المعلومات تجلس في التاكسي تجد السائق يدخن وان طلبت منه إطفاء السيجارة يستنكر منك ذلك باعتقادي ان تشجيع السياحة مفتاحه تحسين منظومة النقل جوا وبرا ان احسنا التعامل مع الضيوف والمواطنين ضمنا تعزيز تنافسية الملكية وابتعد المواطنون والزوار
عن استخدام سبل النقل غير المنظمة ». .
الرأي