-1-
آخر ما كتبته على صفحتي في فيسبوك، الدعوة لتخصيص خطبة الجمعة في مساجد الأرض للحديث عن محنة المسجد الأقصى، ثم نمت، وحينما استيقظت، حاولت الدخول إلى حسابي، فابلغني بما يلي: تم تعطيل حسابك. إذا كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف، بإمكانك زيارة صفحتنا الخاصة بالأسئلة الشائعة هنا!
-2-
وحينما ذهبت إلى «هنا» كان الجواب كما يلي:
تم تعطيل حسابك نظرًا لانتهاكك «بيان الحقوق والمسؤوليات» الخاص بفيسبوك.
فما الذي حدث؟ وما المخالفة التي ارتكبتها؟
لا بد للإجابة عن هذا التساؤل من مطالعة سياسة الفيسبوك، كي أعرف «الجرم» الذي ارتكبته واستحق «العقاب» فما سياسة الموقع، في باب: «سياساتنا»؟
تعالوا نطالع أهم بنود هذه السياسة، كما هي، وبلغة ونص الموقع:
تعد راحة الأعضاء وسلامتهم إحدى أولويات فيسبوك الرئيسية. لا يُسمح بالأمور التالية على فيسبوك:
دعم أية منظمة أو مجموعة عنيفة و/أو إجرامية
التهديدات الجدية بإيذاء الآخرين أو الترويج لسلوك يهلك النفس
استهداف أفراد آخرين على الموقع
الخطاب الذي يحض على الكراهية أو التمييز ضد أشخاص بناءً على العرق أو السلالة أو الأصل القومي أو الدين أو الجنس أو النوع أو توجهاتهم الجنسية أو الإعاقة أو المرض
المحتويات الرسومية التي تحتوي على عروض عنف سادية ضد الأشخاص أو الحيوانات والرسومات التي تجسد الاعتداءات الجنسية..
بيع مستحضرات دوائية أو ترفيهية
انتهت بنود الفيسبوك، وبمراجعة ما ارتكبت من «جرم» وحيث أنني لم أنشر رسومات عنف سادية، ولا ما يخص الاعتداءات الجنسية، ولم ابع مستحضرات دوائية او علاجية، فلم يبق إلا أنني نشرت خطابا يحض على الكراهية، أو دعمت منظمة أو مجموعة عنفية، وما شابه من «جرائم!» وحيث أنني لم أفعل سوى دعوتي تلك، وبالطبع تأييد حق الشعب الفلسطيني وابناء بيت المقدس تحديدا في الدفاع عن الأقصى الشريف، فهذا يعني انني ارتكبت في عرف الفيسبوك ما يوجب تعطيل حسابي، ومراجعة ما أنشر على صفحتي، للنظر فيما إذا كنت أستحق عقوبة أشد، كشطب الحساب مثلا!
مثل هذه الخطوة تؤشر على مدى «خضوعنا» لاشتراطات العولمة، وتحكم «الآخرين» في حياتنا الخاصة، ولعل هذا ما جعل دولة عظمى ومحترمة كالصين، تحجب موقع الفيسبوك وتنشىء موقعا محليا بديلا، «تحت السيطرة» وخاضعا للمعايير الوطنية الصينية، ومهما يكن رأينا في خطوة كهذه، فهي أفضل مليون مرة من تسليم رقاب مواطنيها لمعايير وسياسات يضعها أناس لا يفكرون إلا بمصالحهم، وارتباطاتهم مع القوى التي تتحكم بكل شيء في هذا العالم من غرف سرية!
الدستور