لمن لا يعرف منيب المصري !
د. زعبي الزعبي
20-07-2017 01:52 PM
أجد نفسي مضطراً- و انا الذي لا أحبذ الكتابة في أمور الشخصيات العامة- ان اقف امام هذا المد الهائل من المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواقف العم ابو ربيح من القضية الفلسطينية.
الغريب في الموضوع ان شخصية عملاقة وطنية فلسطينية بمكانة منيب المصري معروفة عبر العقود و من السهل الدفاع عنها الا ان احداً لم يفعل ذلك!
خبر تصدي مجموعة من الشباب له و هو يهم بدخول باب الأسباط في مدينة القدس و تداوله من قبل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشماتة غريبة و بتضليل أغرب في التعليقات استفزني للكتابة؛ لا للموقف نفسه بل لما وراء الموقف.
فالعم ابو ربيح ضحى و ما زال يضحي من اجل احقاق الوفاق الوطني الفلسطيني و الطبيعي ان يعلم هؤلاء الشباب بتاريخ ابو ربيح و دعمه اللامحدود للقضية المركزية، و لكن هؤلاء الشباب تعاملوا بناء على ما يرشح لهم من آلة إعلامية لا يروق لها ما يقوم به ابو ربيح من تفعيل للشباب الفلسطيني في جميع المجالات. أقول هذا وانا الذي كنت شاهداً على إطلاق عدة مشاريع نهضوية في جميع المجالات بتبرع سخي من العم ابو ربيح وهذا مثبت في جميع وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية. ولا يحتاج القارئ سوى ان يتصفح محركات البحث العالمية على شبكة المعلومات (الانترنت) ويبحث عن مشاريع مؤسسة منيب المصري للتنمية.
العم ابو ربيح من أثرياء العرب و لكنه ايضاً من اغربهم، فهو لا يلتزم بالبروتوكول المتبع بين الاثرياء. فهو لا يختفي وراء اسرار عالية ولا يحيط نفسه بالحماية الشخصية ولا يقبع في برجه العاجي غير آبه بمحيطه. إذا تمعنتم في اللقطة التي تداولها الاعلام لوجدتم انه ذهب برفقة شاب من أقاربه دون اي تصنع او حماية، أتدرون لماذا؟ لأن العم ابو ربيح ليس لديه ما يخفيه او يخيفه أو يخاف عليه. معظم الاثرياء والمشاهير سترتعد فرائصهم بمجرد التفكير بإزالة الستار الذي بينهم وبين عامة الشعب، الا ان العم ابو ربيح يعتبر نفسه من عامة الشعب وهنا تكمن المفارقة المحزنة.
باستطاعة العم ابو ربيح ان يعتكف في "بيت فلسطين" المتربع على قمة جبل جرزيم و المطل على مدينة نابلس و ان يغلق أبواب هذه المدينة الصغيرة ذات الاكتفاء الذاتي و ان يهنأ ببياراتها و بساتينها و لكن أتعلمون ماذا فعل! حوّل بيته الى بيت لكل الفلسطينيين وجعله متحفاً وشاهداً على معاناة الشعب الفلسطيني ورمزاً للتحدي وهو يناظر على القمة المقابلة لجبل عيبال القاعدة العسكرية الإسرائيلية.
لا يعيب العم ابو ربيح ما حدث، فهو قد عانى الأمرين وهو يحاول ان يحقق الوفاق الوطني الفلسطيني ولطالما واجه الاساءة بالمعروف وسيستمر بدعمه اللامحدود للتنمية الفلسطينية وهو الذي يردد لي باستمرار بأن كل نَفس يعيشه هو لفلسطين وانه قد يبيت ولا يقوم ولكن عمله سيدوم لأنه لفلسطين وللعروبة وللإسلام.