"الجبهة الموحدة" تطالب الحكومة بإعادة النظر في "وادي عربة"
19-07-2017 06:12 PM
عمون - طالب حزب الجبهة الأردنية الموحدة الحكومة الاردنية بإعادة النظر في معاهدة وادي عربة في ظل الانتهاكات الأخيرة التي حصلت في القدس.
وقال الحزب في بيان صدر عنه اليوم الاربعاء وصلت عمون نسخة منه، أنه يجب على الحكومات والشعوب ان تتبنى موقفاً قومياً جهاراً نهاراً مع الأخوة في فلسطين باعتبارهم جوهر الصراع وسبب المآسي بالأمة.
وتاليا نص البيان:
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الى الأقصى وأبناء فلسطين كل المحبة والدعاء والإعجاب، بسيرتهم ومسيرتهم، ونحن نراهم يقاومون جيش العدو الصهيوني بأجسامهم وأرواحهم ودماءهم للحفاظ عَلى عروبة فلسطين، وعلى ارض فلسطين طاهرة من دنس البغاة المحتلين.
ان ما يجري في الأقصى اليوم من جرائم وممارسات في زمن صدأت فيه سيوف الامة، وأصبحت الشعوب فيها عاجزة عن التعبير عن آلامها ومرارتها، وفي صمت تبكي من شدة الالم، لا نرى فيها الا حلقة من حلقات التآمر والعدوان الصهيوني على أبناء فلسطين بغرض تركيعهم وحلقة من حلقات كسر إرادة شعبنا الفلسطيني منذ ان تآمرت عليهم واقتلعتهم من بيوتهم، وحقولهم، وارضهم، ووطنهم، وقذفت بهم الى الشتات، وما توقفت يوما عن ممارسة هواياتها المفضلة في القتل والتدمير مستخدمة كل ما تملك من أسلحة الدمار التي تمنحها إياه دول الكراهية بغرض اذلالنا.
ان مسلسل الاعتداءات والجرائم التي كان اخرها المسلسل الأخير في الأقصى لأكبر دليل على ان دولة الكيان الصهيوني لا تراعي الاعتبارات الانسانية بما فيها حق الانسان الفلسطيني في الحياة، وحقه في العيش الكريم، وحقه في الأمن والاستقرار، كما انه اكبر تأكيد على ان اسرائيل غير راغبة بالسلام، وأنها ما زالت تتعامل مع الصراع العربي الصهيوني باعتباره صراع وجود لا صراع حدود، وأنها تتعامل مع المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها علنا مع بعض من الدول العربية وسرا مع البعض الاخر باعتبارها حبر على ورق سرعان ما تتنصل منها اذا ما جاءت ساعة الحقيقة الكبرى وحققت الدولة الصهيونية حلمها الكبير لا سمح الله.
لقد بلغ السيل الزبى، وعلينا ان نعترف اننا كأمة مستهدفة من دول تتحدث عن التصدي للإرهاب وهم صانعوه، وعن مبدأ احترام حقوق الانسان وهم منتهكوه، دول ضالعة فيما يجري من فوضى واقتتال، وصراعات إثنية ودينية ومذهبية في الاقليم لاستكمال مشاريعهم الإمبريالية التي ترمي الى فكفكة دول الاقليم العربية وإعادة هيكلتها وفرض سيطرتها السياسية والاقتصادية والثقافية عليها في اطار سايكس بيكو جديد.
وفي هذا السياق، فمن البديهي ان نتساءل فيما اذا آن الاوان لهذه الامة من أقصى الماء الى أقصى الماء، ومن المحيط الى الخليج ان تستفيق من سباتها العميق لتتعامل مع الأحداث المتواصلة بكل موضوعية وجدية وشجاعة قبل ان تذهب ريحها، وذلك بالعمل على حرق الغرض الخبيث الذي اراده الصهاينة ورعاتهم من دول الدرجة الاولى حتى يرجع الماء حلوا الى جوهره الأصلي، "جوهر المقاومة" هذه هي القبضة المسماة بالنصر الالهي المحتم، وهذا لن يتم تحقيقه ما لم يقم اهلنا في المحتل من الارض والمحاصر منها بتكثيف جهودهم لرص الصفوف حتى يكون بمقدور جماهيرنا الفلسطينية مواجهة قوى الشر.
وفي نفس الوقت فقد آن الاوان على امتنا التي اصابها الهوان والإذلال ان تتلاحم درءاً لما هو أشد واخطر، وتتبنى فيه موقفاً قومياً جهاراً نهاراً مع الإخوة في فلسطين باعتبارهم جوهر الصراع وسبب المآسي بالأمة.
اننا مع اخواننا في فلسطين قلوبنا معهم، وسيوفنا ولو انها ما زالت في أغمادها اليوم فهي معهم، وقد تكون غدا مشرعة على ثرى فلسطين حين يأذن الله بذلك.
ولا يفوتنا قبل الختام ان نشيد بموقف مجلس النواب وان نشدد على ان تقرن الاقوال بالأفعال.
وفي الختام على الكيان الصهيوني ان يدرك اذا ما كان يطن ان بإمكانه ان يأمر وينهي فقد خاب فاله وظنه، فالأردن وطن الأحرار، وطن الرجال الرجال، وطن الصمود، وطن الهاشميين، وطن معركة الكرامة اذا نسوها، وإذا كانوا يظنون ان لا حدود لصبرنا فقد أخطأوا فلكل صبر حدود وحدود صبرنا نفذ وانتهى، والحكومة مطالبة اليوم بإعادة النظر في معاهدة وادي عربة، فالمعاهدات وجدت لتحترم بين المحترمين، اما اذا كان احد الطرفين لا يشبع ولا يرتوي لا من المال، ولا من الدماء، ولا من الانتهاكات، ولا من الاستيطان، ولا من تغيير طابع قدس الأقداس، ولا من فهم ابعادها فعلينا ان نقول للكيان الصهيوني ثانية لقد بلغ السيل الزبى.
ستبقى فلسطين حرة عربية في قلوبنا رغم الاحتلال وستبقى فلسطين الحليب الذي يرضعه اطفالنا والهواء الذي تتنفسه انوفنا.
١٩/٧/٢٠١٧