يخرج علينا ما يسمى برئيس الكنيست الصهيوني بتصريحات جوفاء ورعناء وعنصرية ضد رئيس مجلس النواب الأردني بسبب البيان الذي صدر عن مجلس النواب بمناسبة إغلاق المسجد الأقصى ومنع الأذان فيه.
إن تصريح رئيس الكنيست مدان بكل المعايير السياسية والقانونية، ولقد اهتزت المؤسسة القانونية والدبلوماسية من بشاعة هذا التصريح لما فيه من غطرسة واستعلاء واعتداء على السيادة الاردنية وعلى دور مجلس النواب الاردني مع وطنه وأمته، هذا العدو الذي ارتكب أبشع الجرائم والمجازر، والمذابح بحق الشعب الفلسطيني الاعزل وقد قام بضربه بأسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً وبالقنابل العنقودية، ولم ينطق وبقي صامتاً ولم يراع القانون الدولي ولا الشرعية الدولية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولم ينطق هذا بما ورد بتقرير جولدستون من خلال لجنة حقوق الانسان الذي ادانه الكيان الصهيوني بارتكاب الجرائم والابادة في حربهم ضد غزة وأهلها.
يطلع علينا اليوم هذا المجرم ليتباهى بقيام العصابات الصهيونية بارتكاب جريمة نكراء بتعطيل شعائر الله وذلك بإغلاق المسجد الاقصى، ومنع الاذان متحدياً مشاعر أمة العروبة الاسلام والعالم الحر، وقيامه بإتلاف المخططات، والوثائق، والكتب، والآثار في المسجد وساحاته إن تصريحات هذا المجرم تدل على منهجية بغيضة وعنصرية وحقد أسود.
قبل أن ينطق لماذا لم يراع اتفاقية السلام مع الاردن مع تحفظنا عليها عندما قام 57 عضو في الكنيست الصهيوني بإعداد تشريع يعتبر الاردن وطنا بديل، ولماذا لم يراع الاتفاقية عندما أعلن اعداد مشروع قانون موجود في الكنيست ينص على يهودية الدولة والذي يعني طرد الشعب الفلسطيني من فلسطين 48 للأردن كما حرصت بذلك الوقت وزيرة الخارجية الصهيونية ليفني.
ولماذا لم ينطق عندما لم يراع الاتفاقية حينما أقر مشروع ضد المرابطين والمرابطات في المسجد الاقصى، ومنع الاذان في المسجد الاقصى وباقي مساجد فلسطين.
ولماذا لم ينطق ولم يراع الاتفاقية عندما أعد مشروع قانون نقل الولاية للمقدسات من وزارة الاوقاف الاردنية الى وزارة الاديان الصهيونية على الرغم ان الولاية على المقدسات بموجب الاتفاقية وغير الاتفاقية للأردن منتهكاً هذه الاتفاقية وبنودها والذي يترتب قانوناً على هذه الانتهاكات بطلانها بطلاناً مطلقاً ولا ترتب أثراً ولا ترد عليها الاجازة.
ولماذا لم ينطق ولم يراع الاتفاقية عندما تم الاستيلاء على 70% من ساحات المسجد الاقصى.
ولماذا لم ينطق عندما قتل بدم بارد الشباب الذين دافعوا عن المسجد الاقصى، وتم اغتيال الجرحى في ساحات المسجد الاقصى.
ولماذا لم ينطق عندما اغتيل محمد الدرة بدم بارد، وغيره من الاطفال والنساء والشيوخ والاسرى والاسيرات، وكذلك محمد أبو خضير الذي تم اختطافه، وتعذيبه وحرقه وهو على قيد الحياة.
ولماذا لم ينطق ولم يراع الاتفاقية عندما تم اغتيال القاضي الاردني رائد زعيتر ولم يتخذ أي إجراء على القتلة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ولماذا لم ينطق عندما تم قتل المواطنين الاردنيين المتواجدين في مدينة القدس ومنهم سعيد العمرو، وكذلك ليس من حق هذا المجرم الذي يجب أن يقدم الى المحكمة الجنائية الدولية، هو ونتنياهو والعصابات الصهيونية حسب ما ورد بقرار لجنة تقصي الحقائق في مجلس الأمن لمشاركتهم بجرائم ضد الانسانية، وجرائم الابادة الجماعية.
إن قيام هذا العنصري بانتقاد رئيس مجلس النواب الاردني الذي نطق بالحق والعدل والصدق وكذلك انتقاد البيان الصادر عن مجلس النواب الاردني وقد مثل رئيس المجلس بقوله وتصريحه لسان حال كل مواطن أردني وكل حر في العالم.
لماذا صمت ولم ينطق هذا المجرم ولم يراع الاتفاقية عندما تم الاعتداء على السيادة الاردنية من قبل الموساد الصهيوني برئاسة داني ياتوم بمحاولة اغتيال خالد مشعل على الاراضي الاردنية عام 1997، وقال المرحوم الملك حسين حياة خالد مشعل في كفة واتفاقية السلام في كفه منتهكاً الاحتلال هذه الاتفاقية.
لم ينطق ذلك ولم يراع الاتفاقية عندما قام العدو ببناء الجدار العنصري والذي قضت محكمة لاهاي الدولية عام 2004 عدم شرعية او قانونية هذا الجدار خارقاً بذلك الاتفاقية.
لم ينطق عندما تم سرقت مياه البحر الميت، ونهر الاردن ونهر اليرموك ولم ينطق عندما قام وسيقوم ببناء الصواريخ برؤوس نووية في منطقة الاغوار خارقاً بذلك الاتفاقية.
لم ينطق عندما تم العثور على رفات لثلاث جنود من شهداء الجيش الاردني ممن قدموا أنفسهم دفاعاً عن فلسطين في حرب 1967 في بلدة صور باهر وقد قامت جمعية زاكا الصهيونية مع سبق الاصرار بتدمير متعمد لرفاتهم الطاهر وذلك لإخفاء اسماء هؤلاء الشهداء وعدم التعرف عليهم، والجرائم كثيرة لا تعد ولا تحصى.
لماذا لم ينطق عندما تم الاعتداء على رئيس مجلس النواب الاردني عبد الهادي المجالي والوفد الاردني البرلماني المرافق.
ما موقف الحكومة اليوم من هذا التصريح ضد مجلس النواب ورئيسه وهل تبقى صامته لا تنطق ؟
لقد انتصر رئيس المجلس والمجلس لدم الشهداء وللمسجد الاقصى والمقدسات، وللشعب الفلسطيني البطل في كفاحه لتحرير أرضه وأن فلسطين للامة العربية والاسلامية.
هل ستقوم الحكومة اليوم بطرد السفير الصهيوني من أرض الشهداء والحشد والرباط، وهل ستقوم باستدعاء السفير الاردني في فلسطين المحتلة.
الواجب القانوني والسياسي والشرعي على الحكومة ان تنتصر لرئيس مجلس النواب وهو منتصر وللمجلس وهيبة السلطة التشريعية، وتتخذ كل الاجراءات السياسية والقانونية ضد العدو الصهيوني، وان تتقدم الى مجلس الامن والامم المتحدة بشكوى رسمية وتسجيلها في محاضر هذه الهيئة لمحاسبته عما قام فيه من جرائم وخرق للقانون الدولي والانساني، ولاتفاقية جنيف، وللمواثيق والاعراف الدولية، ولميثاق الامم المتحدة، ولكل الاتفاقيات التي وقع عليها، وما يقوم به من اغلاقه للمسجد الاقصى وحرمان المصلين من الوصول اليه، وان عدم السماح بإقامة المشاعر الدينية يعتبر اخلالاً بالسلم والامن العالمي خاص في ظل ما يقوم به العدو من تقسيم زماني ومكاني واعتقال موظفي وحراس المسجد الاقصى.
أصمت يا رئيس الكنيست وسنطلق حناجرنا ونعمل بكل ما نستطيع من جهد وعمل في مجلس النواب للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات، ونذكركم بمعركة الكرامة عام 1968 حيث هزم العدو الصهيوني وطلب وقف اطلاق النار لأول مرة في الصراع العربي الصهيوني وشاهدنا الجنود الصهاينة بالدبابات والمجنزرات المحروقة في وسط عمان وانتصرنا بهذه المعركة بقيادة القائد مشهور حديثة الجازي ورفاقه الاشاوس رجال قوات المسلحة الاردنية البواسل.
نذكركم ببطولات قواتنا المسلحة ونذكركم بالقائد البطل الشهيد الطيار فراس العجلوني والذي كان له الشرف ليكون اول مقاتل عربي يقوم بمهاجمة الاهداف العسكرية الصهيونية في عموم الارض المحتلة وشرف المشاركة في جميع المعارك الجوية ضد العدو.
نذكركم بشهدائنا في فلسطين وفي باب العمود وكل ارجاء فلسطين، وستنتصر ارادة الامة ونذكركم بالشهيد الاردني كايد مفلح عبيدات اول شهيد اردني على تراب فلسطين الطهور وسنعود لفلسطين محررين فاتحين بأذن الله.
اما آن للحكومة ان تقدم مشروع الغاء قانون اتفاقية وادي عربة، اما آن لمجلس النواب بما له من صلاحيات دستورية وتشريعية بالتقدم بمشروع قانون لإبطال هذ الاتفاقية ودعوة لانعقاد المؤتمر العربي الاسلامي لبحث موضوع ما يجري في القدس والمقدسات وفلسطين كافة.
اغلق فمك فانت غير مؤهل في اي حديث يصدر عنك لأنك فاقد الشرعية والمشروعية الانسانية.