صدرت تعليمات تسمح لمن أتم الخامسة عشرة من عمره أن يتزوج، يا ترى حين يسأل أهل العروس عن العريس، هل سيذهبون الى المدرسة للسؤال عن علاماته؟! أم سيذهبون لصاحب الدكانة في الحارة لسؤاله إن كان العريس يشتري دخان فرط، أم يسألون أولاد الحارة عنه إن كان العريس يضحك عليهم بلعب (القلول)!!
لا أعرف كبير الجاهة الذي سيترأس جاهة الطفل بماذا سيتحدث عن العريس. هل سيقول لهم: إنه منضبط في المدرسة ولا يهرب بعد الفرصة، وإن الجميع يشهد أنه يأكل ساندويشته! أم سيقول لهم إن العريس ينام باكرا ومن المستحيل أن تجده متصلا على الفيسبوك بعد الثامنة مساء! أم سيذكر أن العريس على درجة عالية من الأخلاق والالتزام بحيث إنه لا يتابع سوى قناة طيور الجنة!!
وحين يرد أهل العروس: اشربوا قهوتكم وأبشروا بما جئتم فيه، قد يتم المناداة على العريس للسلام عليه وتهنئته فلا يجدونه لانه يلعب مع الأولاد، وقد يرفض الحضور للسلام على المدعوين إلا بعد أن يتم إقناعه أن هناك (كنافة)!!
بعد الخطبة قد تسأل العروس العريس: اين ستذهب شهر العسل؟ فيرد: الى أي مكان تحبينه؟! العروس: نفسي أروح على تركيا. العريس: لكن لا يسمحون لنا نسافر لأنه ما معنا جوازات سفر. العروس: اه صح، طيب على العقبة. العريس: صعب جدا لأنه ما معي رخصة سواقة. العروس: طيب شو الحل؟! العريس: ما عليكِ، أنا وانتِ راح نروح على مدينة الألعاب في المول ونلعب كل الألعاب. العروس: والسفينة!! العريس: طبعا والسفينة. العروس: ونوكل بوشار. العريس: بوشار وسوس وبوظا، العروس: بس كثير هيك، العريس: تستاهلي أكثر!!
قد يسأل أيضا العريس العروس: ان كانت تجيد الطبخ! فترد العروس: طبعا. فيقول لها: ما أكثر شيء شاطرة فيه؟! فتقول له: أعمل لك ساندويشة جبنة كثير كثير تعجبك، فيرد العريس: ياي كثير بحبها!!
بعد الزواج قد تحدث خلافات لا سمح الله قد تؤدي الى الطلاق، مثلا أن لا يسمح لها العريس بأن تذهب مع زميلاتها في رحلة مدرسية الى البحر الميت، أو لأنها نسيت أن تضع له في حقيبته الدراسية الساندويشة وعلبة العصير فيعود غاضبا، أو لأنها حصلت في امتحان التاريخ على علامة أعلى منه، وهذا ما قد يعتبره انتقاصا من قيمته، أو قد ينشأ خلاف على جيجات الانترنت كونها تلعب أكثر منه!!
إن كان الفيسبوك لا يسمح لمن دون 18 بفتح حساب عليه، فكيف سمحنا لمن أتم الخامسة عشرة ان يفتح منزلا!!
لا يمكن أن يتصور العقل والمنطق هذا الزواج وبحبة (جلاكسي) تتلاعب بعواطفهم وتحصل على رضاهم.
حتى لو كانت هناك حالات معينة لها ظروفها الخاصة، كان يمكن أن نشرّع لنحافظ عليهم ونرعاهم ونؤهلهم لا ان يكون الحل أن نشرّع لنزوجهم.
إن كانت الحكومة بهذا الحنان قد سمحت لمن أتم الخامسة عشرة أن يتزوج في حالات خاصة، فلماذا لا تعتبر من أتم الخامسة والأربعين ولم يتزوج بعد، حالة خاصة، وتشرع لهم إعفاءات ضريبية وجمركية بسيطة على الأثاث والاجهزة لتساعدهم على الزواج؟!
الغد