دولة تستمد اكسير الحياة .. من الدم!!!
د.احمد القطامين
29-12-2008 05:30 AM
انطلقت طائرات صهيونية من نوع اف-16 في ساعات الصباح الاولى من يوم الاحد السادس والعشرون من ديسمبر، لتلقي بعشرات الالاف من الاطنان من القذائف والمتفجرات على الاحياء المكتظة بالسكان في غزة. بينما كان العالم المسيحي يحتفل بميلاد المسيح كان القادة السياسيون والعسكريون الصهاينة يطلقون حملة عسكرية مدججة بالنار والقذائف وادوات الموت رافقها حملة تصريحات همجية من ذات القادة ضد الشعب الفلسطيني المكبل بالاحتلال والحصار.
على ارض غزة كانت المشاهد مريعة وغير مسبوقة.. فمئات القتلي والجرى من عناصر الامن والمدنيين تتناثر اجسادهم على الطرقات وفي الساحات العامة، بعضهم يرفع ابهامه ناطقا بالشهادتين واخرون اخذت تخفت لديهم علامات الحياة.. وينتقلون ببطء الى جوار ربهم، واخرون يحاولون مناداة طواقم الاسعاف لنقلهم الى مستشفيات غزة التي تخلو من الاسعافات الاولية فما بالك بالادوية..
ان هذا المشهد المقيت يشير الى نتيجة حتمية واحدة وهي ان دولة اسرائيل تدخل في المنعطف الاخير الذي سيقود حتما الى مسار يقود الى الانهيار.. فعندما تفقد القوة توازنها ومشروعية سلوكياتها وتفقد الدولة الحد الادنى من المصوغات الاخلاقية لسلوكها تدخل حتما في دائرة اختفاء المبرر القانوني والاخلاقي لاستمرارها. ان اي كيان لا يستطيع ايجاد مبرر مقبول لسلوكه وان اية دولة تبتعد عن السلوك المتوقع من دولة.. ستقفد حتما كل مبررات الوجود.. وتصبح مجرد قوة غاشمة مجنونة يوجها عقل اخرق مجنون.. يتلهى بمنظر الدماء وجثث القتلى التي تملاء شوارع وازقة القطاع الصامد..
اما العالم فهو عالم لا يزال يعيش على ما تبقى من افكار المحافظين الجدد وامتدادتهم حول العالم.. فكر لا يؤمن باهمية الحياة الانسانية.. بل بالعكس يؤمن ان قتل الاخرين جائز وان دمار الدول على رؤوس اهلها قضية لا تثير اية اشكاليات اخلاقية ما دامت تقود الى الهدف .. وهو صعود امبراطورية مشبوهة على حساب العالم.
ان الحالة الاسرائيلية الحالية هي نتاج هذا الفكر الخطير .. فالدولة تحولت الى عصابة قتل وسطو.. تقتل من تشاء ، متى شاءت.. وتسطو على ما تشاء متى شاءت.. وتستمد مقومات الحياة من الدم والقتل والجثث مقطعة الاوصال..
اذن، هل هذه دولة تمتلك مبررات الوجود والاستمرار... ؟؟؟؟
تحية لشعب غزة العظيم
والموت للدولة الفاسقة المتدنية بسلوكها وطبيعتها..