ملتقى السفراء الأردنيين .. الحدث والمعنى!
أ.د.فيصل الرفوع
29-12-2008 03:41 AM
يلتئم يوم الأحد 28/ 12/ 2008، وبتنظيم من وزارة الخارجية الاردنية، الملتقى الرابع للسفراء الاردنيين في الخارج. حيث اعتادت وزارة الخارجية ان تجمع في كل عام السفراء الاردنيين في الخارج في مؤتمر يتداولون فيه تجاربهم ويتبادلون وجهات النظر حول قضايا الوطن والامة، وهذه سُنّة راقية تمارسها بعض الدول الحديثة التي ترى ضرورة ان يطلع السفير على ما يجري في الداخل، وان يضع تجاربه امام زملائه الاخرين حاثين بعضهم على ضرورة التعرف على حصيلة عمله ضمن اطار من البحث العلمي والمدارسة الواعية، وغالباً ما تكون هذه المؤتمرات واللقاءات في سياق الاستمرار في تأهيل المعلومة وتطوير التجربة والافادة من التواصل والاطلاع على تطورات الوطن ومستجداته.
هذا يقودنا الى تقدير دور وزارة الخارجية وحرصها على ان تبقي سفراءنا تحت نظرنا وان تبقي البلد تحت نظرهم في عملية تبادلية واسعة، يلتقون خلالها بكل فعاليات المجتمع ويقرأون تفاصيل الاحداث والتطورات خاصة في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها المنطقة.
إن الامتداد الذهني والفكري القائم بين الوطن والسفير يوجب علينا ان نساهم جميعاً في وضع سفرائنا في الخارج في صورة الوضع، وان نقدم لهم كل معلومة يطلبونها فهم عيوننا وعقولنا خارج كل الحدود، وهم الذين يمارسون وضع الاردن على الاسطح والجدران وفوق الغيوم والبحار، ولنا عليهم ان يظلوا يصونون الاردن العزيز عليهم، وان يبقوا على العهد الذي قطعوه على انفسهم لحظة وقوفهم في حضرة جلالة الملك وامامه و تسلمهم المهمة.
ان وزارة الخارجية بدأت ومنذ فترة في تسيير دفة ادارتها تحت مفهوم جديد لمعنى السفير ومعنى السفارة، وكيف يمكن ان نخلق حالة اردنية جديرة بالاحترام والتقدير توازي الجهد البناء الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وهو يجوب الارض ويزرع تحت كل سماء وفوق كل غيمة راية اردنية ولا اجمل ولا ابهى.
تجربة وزارة الخارجية التي امتدت لأكثر من ثلاثة أعوام اكدت ان السفير وان كان ابتداءا شخصاً قد أُحسن اختياره، الا انه يظل متطلعاً للتكامل بين كونه خارج الوطن جغرافياً وبين كونه في داخله وجدانياً، وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بجهد متميز وعالي الهمة تقوم به الوزارة، مع ادراكنا ان هؤلاء الاخوة السفراء لم يكونوا يوماً من الايام غائبين عن الوطن او ساكنين خارجه، فهم وباستمرار على لقاء معه، وهم يقضون سنين كثيرة من اعمارهم وهم يلتقطون النجوم ليُرصّعوا بها جبهة الوطن. بوركت وزارة الخارجية وبورك ابناؤها وبورك سفراؤنا الذين يعيشون هذه الايام حالة من التوافقية والتكاملية غير المسبوقة، الا في دول متقدمة متنورة فيها من العلم والثقافة والحضارة ما يمكنها من ان تكون دولاً جديرة بالعيش والبقاء. ولا يسعنا الا ان نقف إجلالاً وإكباراً لكل جهد يساهم في رفعة الأردن ومستقبل أجياله ومصالح امته العربية الماجدة.....لأن الأردن بالأصل تجسد كمشروع قومي وحدوي...!!!
alrfouh@hotmail.com
الراي.