كان قبل يومين قد جرى نقاش شديد حول هذه العملية على أحد مجموعات التواصل الاجتماعي عن طريق الواتس آب واحتد فيها النقاش ما بين داعم لها بالمطلق وما بين من لهم بعض الملاحظات عليها. ومع أني لم اتدخل بصورة رسمية في النقاش فقد نالني منه ما نالني. وقلت وقتها انني لن اتحدث عن هذه العملية ودافعي لذلك لأنني أحب وقبل التحدث عن شيء ان ألم بجميع جوانبه. وانا الآن سأتحدث عن هذه العملية بطريقة علمية وعملية ومن خلال الواقع الحقيقي والافتراضي ومن موقع اطلاع وخبرة ببواطن الامور وتحليلها. ومن المؤكد انني قد الاقي بعض المؤيدين ولكن من المؤكد الكثير من المعارضين. ولكن ارجوا من المعارضين ان لا يعلقوا على ما اقول وان يمهلوا أنفسهم ويمهلوني فتره من الوقت يفكرون فيما سوف اقوله وبنتائج هذه العملية.

اولاً اريد ان اقول ان هذه العملية إذا حسنت نوايا القائمين عليها، هي اول عملية مقاومة نوعية من هذا القبيل تحدث في المحتل من ارضنا الفلسطينية منذ فتره طويله من الوقت، وخاصه ان القائمين بها هم من اللذين يسمونهم عرب اسرائيل .

وكتحليل لهذه العملية اقول ان اللذين قاموا بها شباب دفعهم القهر والبطش والعنصرية الصهيونية للتصدي لها ومواجهتها النار بالنار. وقد ساعد على انجاح خطتهم هذه انهم ابناء عائله واحده وقريه واحده مما مكنهم من الاحتفاظ بسريه العملية والقيام بها مستعملين اسلحه قديمة عفا عليها الزمن منذ فتره طويله وأخرجت من الخدمة .
اما عن مكان تنفيذ العملية فقد كانت داخل ساحات المسجد الأقصى حيث تم إطلاق النار على الجنود الصهاينة قرب باب الاسباط ثم تمت مطارده المنفذين من قبل جنود الصهاينة في ساحات المسجد الاقصى والصخرة المشرفة الى ان تم أردائهم قتلى. وقد يكون اختيارهم لهذا الهدف هو من قهرهم من الممارسات الصهيونية بحق المصلين المسلمين داخل ساحاته ولعلمهم بتواجد عناصر من جيشه واجهزته الأمنية في تلك الساحات مما يجعلهم هدفاً من الممكن الوصول اليه. وهذا كله يمكن ان يكون حقيقة ما حدث في ذلك اليوم
وهذا ما خلص اليه الغالبية العظمى من الناس دون الالتفات بأن للحقيقة دائماً واجهاً آخراً قد لا يعرفها عامه الناس ولكن قد يدرك احتماليه حدوثها من لديهم حس استخباراتي وتجربه في هذا المجال مع افتراض ان هذه الصورة التي سأتحدث عنها هي صوره وهميه وقد تكون من العالم الافتراضي الا انها تبقى غير مستحيلة الحدوث.
ولأقرب لكم الصورة فإني اذكركم بأحداث الحادي عشر من ايلول عام ٢٠٠١ في امريكا . فإن الظاهر ان اللذين قاموا بهذه العملية هم من تنظيم القاعدة وهم كذلك ولكن كل الشواهد والمعلومات تثبت تورط اجهزه مخابرات أمريكية او صهيونية او كليهما بتمرير هذه العملية ان لم يكن بالتخطيط لها، بالرغم من انها اوقعت أكثر من الفي قتيل في انهيار برجي التجارة العالمي. لأن نتيجة هذه العملية كانت الحصان الذي امتطته امريكا لاحتلال افغانستان وكل العراق ووضع قواعد عسكريه لها في مختلف دول المنطقة استخدمت في نشر القتل والتدمير في وطننا العربي وفي نشر ربيعها المدمر في ارجائه، الامر الذي ما كان لها ان تقوم به بعد تجربتها السابقة في فيتنام ثم في أفغانستان والاعتراض الشعبي الامريكي والعالمي على قيام امريكا بمثل هذه العمليات. كما كان من نتائج هذه العملية انها وضعت قواتها داخل منابع النفط العربية وسيطرت عليه وعلى مردوده المالي واصبحت امريكا هي القوة الاوحد في العالم .
ولتطبيق هذه النظرية على حادثة الاقصى فلطالما سعت دوله الصهاينة من اجل فرض سيطرتها الكاملة على منطقه المسجد الاقصى وفرض هيمنتها عليه تمهيداً لإقامة هيكلهم المزعوم وعدم نجاحها نتيجة لاعتراض العالم على ذلك وخاصه بعد قرارات اليونسكو الأخيرة المتعلقة بالقدس والاماكن الدينية فيها ولمن تبعيتها والاشراف عليها .
لذا قد يخطر في البال الاستخباراتي الصهيوني الشيطاني والذي له تجارب كثيرة في هذا المجال ان يخلق الظرف المناسب لفرض سيطرته على هذه المنطقة دون اعتراض العالم بما فيه الاسلامي والعربي والعالمي .
والقضية والتنفيذ ولا اسهل فقد يمكن ان تكون قد توصلت اجهزتها الاستخباراتية الى معلومات عن وجود اشخاص يفكرون بالقيام بعمليه عسكريه ما . وهنا يتم الدخول عليهم بطرق استخباراتية وتكنولوجيه والكترونيه والايحاء لهم بهدف معين وتسهيل حصولهم على السلاح اللازم وتسهيل وصولهم الى مكان التنفيذ وكل ذلك يتم تحت المراقبة والمتابعة ودون علمهم الى ان تتم العملية فيتم تصفيتهم فوراً بعد ان تكون اجهزه الاستخبارات هذه قد حققت غايتها.
وهنا قد يقول قائل انه تم قتل اثنين من جنود الصهاينة ولكن لهذا البعض اقول ما هو دليلكم على ذلك غير اعلان العدو ؟ ، الا يجوز ان ذخيره اسلحه الشباب الثلاثة قد تم التلاعب بها بحيث اصبحت غير قاتله ؟ والا يجوز ان عمليه قتل اثنين من الصهاينة مفبركة او انها ثمن مقبول دفعه في مقابل المكاسب التي سوف تتحقق؟ لا بل الم تضحي هذه الأجهزة ومعها الاستخبارات الأمريكية بألفي ضحية سقطوا في انفجارات نيويورك لتحقيق غايتها الكبرى؟ .
في عالم الاستخبارات والحرب الخفية كل شيء جائز ولا توجد محرمات مهما كان نوعها. الم تقتل الحركة الصهيونية مئات الالوف من اليهود والصقت التهمه بهتلر والنازية من اجل استخدام ذلك وسيله لأقامه دولتهم في فلسطين؟
واذا كان ذلك غير صحيح لماذا اختار الشبان الثلاثة ساحه الاقصى لتنفيذ عمليتهم وكان بالإمكان القيام بها بعيداً عن اهم دار للعبادة في فلسطين ؟ . ثم لنرى ما نتج عن هذه العملية؟
لقد سيطرت دوله الصهاينة على المسجد الاقصى وعلى ساحاته وابوابه واغلقتها بالمفاتيح بعد ان اخذتها من سدنتها . وقامت بأغلاق الحرم القدسي ولأول مره ليس في ظل دوله الصهاينة ولكن في التاريخ وسط صمت عالمي هو أقرب للدعم لهذه الإجراءات التي لم تعترض عليها الا ثلاث دول من دول العالم اجمع الا وهي الكويت وقطر والاردن؟
اليس هذا من الممكن ان يكون حجر الاساس في اقامه هيكلهم المزعوم داخل المسجد الاقصى بعد ان فرضوا سيطرتهم المطلقة عليه الى درجة منع الصلاة على الاموات في داخله ؟ ومنع الوصول اليه والصلاة فيه ووضع الحواجزً ونقاط التفتيش واجهزه كشف المعادن داخل ساحاته؟
اليس هذا الاحتمال وارداً؟ ولماذا لا نفكر خارج الصندوق عند وقوع اي حادثه؟
انا لا أدين الشباب الثلاثة ولا اقول بحتمية حصول هذا السيناريو ولكن اقول باحتمال وجوده . وان الشباب الثلاثة نفذوا عمليتهم في نية صادقة وإننا نحتسبهم عند الله شهداء.
كما ان اعضاء تنظيم القاعدة لم يكونوا على علم بأنهم ادوات بلعبة كبيرة ولكنهم كانوا يعتقدون انهم يقدمون ارواحهم في سبيل قضية هم يؤمنون بها .
ولكن في عالم الاستخبارات كل شيء جائز ويمكن حصوله وان هذا السيناريو لا يجب ان يكون مستبعد الحصول .