العموش يكتب لـ عمون: التهريج الإعلامي
د. بسام العموش
18-07-2017 12:53 AM
نحن جيل لم نعرف الإعلام في مقتبل عمرنا فالراديو لم يكن موجوداً عند كل الناس !! ومن وجد عنده فهو جهاز كبير يشغل حيزاً مكانياً.
ولم تكن السيارات الخصوصي موجودة الا عند عدد قليل جداً وبالتالي لم نعرف راديو السيارات . ولم يكن التلفزيون قد تأسس ولما بدأ البث اسود أبيض لم يكن في كل البيوت ولم يكن البث الا لساعات محددة !! ولن أقول إننا لم نعرف الخلويات فهذا تحصيل حاصل . جل ما كنت أعرفه حين اسمع الراديو هو الاستماع لدقات الإذاعة البريطانية والاستماع للتهريج الإعلامي الناصري سواء خطب عبدالناصر أو بيانات أحمد سعيد أشهر الإعلاميين المصريين اذا تحدثنا عن الغوغائية والشتائم والتحريض.
اليوم ومع الفتوحات البشرية في الإعلام بشتى صوره وأدواته ومع تحول العالم الى قرية والتقدم التكنولوجي الهائل الا ان الغوغائية والدجل والتهريج ونحو ذلك استمر وبصورة وقحة !! فالصراعات في ازدياد والإعلام بيد الجميع حتى المواطن البسيط هو رجل اعلام يصور ويعلق ويحلل حتى لو كان لا يعرف في الموضوع الذي يتناوله !!!! ويظهر التهريج في الندوات السياسية على وجه التحديد حيث القصف في كل اتجاه ما دام الناس متخندقين وفيهم من يبيع ويشتري . الأنظمة تبحث عن أبواق يؤجرون ألسنتهم ويفلسفون المواقف ويقيمون الباطل ما دام يعمل عند جهة لها موقف سياسي وهو عامل يريد أكل العيش !! الاتجاهات السياسية التقليدية تقصف بعضها وتكرر نفسها دون كلل ولا ملل !!! البياعون المستقلون يعلون النبرة حسب الدفع وليس لديهم مشكلة أن يقولوا شيئاً في الصباح ويلحسونه في المساء !! أحد المهرجين يثني على العهد السياسي الجديد ويلعن الذي سلف مع انه هو نفسه كان من المسبحين بعهد من رحل أو تم ترحيله !! وصرنا نسمع عن الحركة التصحيحية والعهد البائد كما قال تعالى ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) !! آخر الصرعات ما سمعته من أحدهم أن أمير قطر عضو في تنظيم إسلامي!!!! وقول آخر لا يقل تهريجاً عن سابقه مقتضاه أن أحد التنظيمات الإسلامية متغلغل في الدولة البريطانية !! وقلت في نفسي لو طال حديثه لقال ام ملكة بريطانيا عضو في تنظيم إسلامي!! .
أيها المهرجون توقفوا فقد وصلتم الى مستوى تتحول فيه موضوعات النقاش السياسي الى مسرح فكاهي "بايخ" لا يدخل السرور على النفوس التعبة من هموم الحياة . تذكروا أن الناس وفي لحظة الصفاء العقلي والتمسك المنطقي يلفظ كل تهريجكم لأنه لا قيمة له على الإطلاق حتى لو كان بصوت مرتفع وقناة تلفزيونية مشهورة وشاشة واضحة وذات أبعاد ثلاث لأن المطروح خال من الدسم والحق والحقيقة.