"الاعلام الرسمي" توليفة زاخرة بالقيم الخبرية
د. محمد كامل القرعان
17-07-2017 07:29 PM
يشكل الإعلام الأردني الرسمي بشقيه التلفزيون ووكالة الأنباء، منظومة إعلامية زاخرة بالمعلومات والقيم الخبرية إذا ما أريد لها الموضوعية؛ فأنيط للإعلام مهام ووظائف عديدة، تجمع بين المحافظة على الأصالة والأعراف والتقاليد الاجتماعية والقيم المختلفة، وبين مواكبة التقدم ومعطيات الحضارة الحديثة في إطار يحتكم إلى تبني النافع، وترك السلبي منه.
وتأتي أهمية "الغربلة الإعلامية" لتقدم الرسائل والمعلومات بشكل مدروس في ضوء الثوابت الاردنية والمبادئ الاساسية لها وبما يتفق تماما مع المواثيق الاعلامية المحلية والدولية مراعاة بذلك تعليم الدين الإسلامي المعتدل المتسامح، والحضارة العربية الزاهر وطبيعة العادات والتقاليد السائدة التي يصعب مغادرتها.
ويستمد الإعلام أهميته وثقته من رضى الجمهور المتلقي، كما إن تطور الإعلام منوطاً بما يتكون لدى المتلقّين من فكرة صادقة، وثقة كبيرة، فالثقة والمصداقية عاملان حاسمان في الرضى العام بما يقدم، ومن ثم رغبتهم ودعوتهم؛ لتبني مثل هذا التناول.
ويأتي رضى المجتمع نتيجة نقل الإعلام للقضايا والأحداث والرسائل، وعرضها بشفافية، والصدق والبعد عن أساليب الدعاية التي يُراد بها التضليل، أو بثّ الإشاعات، ورسم صورة يريدها الإعلام أو النسق السياسي لدى المتلقي حسب مواصفات ومقاييس محددة لا تخرج عن إطار مرسوم لموضوع معين يُراد به توجيه الرأي العام، وتوجيهه لصالح هذا الموضوع أو القضية.
وتتمثل نزاهة الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون وصحافة إلكترونية في الطرح، وتبّني القضايا المحلية والسياسية للدولة، والأحزاب المؤيدة والمعارضة، وتبّني وجهات نظر النقابات المهنية والمؤسسات الوطنية والهيئات المتنوعة، ومنظّمات المجتمع المدني.
كما ويؤدي حجب وسائل الإعلام للحقائق إلى التشكيك والتلفيق، وفقدان الثقة بهذه الوسائل، وعدم تلبية فضول المواطنين في الحصول على المعلومة الدقيقة، لا سيما أننا أصبحنا بعصر من يملك المعلومة هو الأقوى سواءً على مستوى الفرد، أو الجماعة، أو الدولة بصرف النظر عن كون هذه المعلومة سياسية، أم اقتصادية، أم ثقافية.
كما يدفع خطر حجب المعلومة عن المواطن للحصول عليها من مصادر أخرى خارجية في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا والإنترنت والفضائيات المتاحة، الأمر الذي يجعل من المواطن والفرد فريسة سهلة للأفكار والمعتقدات والرسائل المؤجلة، التي توجهها وسائل الإعلام الأخرى، خاصةً إذا كان هناك تغريب للمعلومة، أو مخالفة، أو معارضة للمعتقد، أو الأيدلوجية أو الأصالة أو التراث.
وفي هذا المجال تحديدا يفرض على الإعلام، أن يكون عند حسن ظن المتلقّين به، ينقل لهم الحدث أو الخبر بالكلمة المسموعة، أو المقروءة أو المشهد المرئي بكل شفافية، وصدق وموضوعية وحيادية، وجدّية خاصة وان وسائل الإعلام مصدراً مهماً من مصادر تشكيل الوعي لدى الفرد، ، ويكون التأثير كبيراً، ولكنه غير مباشر، حيث يكون من خلال عوامل مساعدة ومساندة وسيطة أخرى؛ كالأحزاب، والنقابات، والجامعات، والمدارس، والمسجد، الجماعات الصغيرة المحيطة بالفرد، وقادة الرأي وغيرهم.
وامام هذا فإن تأثير الإعلام في عملية التنشئة الاجتماعية والسياسية تأثيراً تراكمياً؛ بسبب اعتماده على اكتساب الثقافة، والمعلومات والوعي وبناء المواقف السياسية.