حتى لا نكون شركاء في الفساد
قمر النابلسي
15-07-2017 02:38 PM
ما المطلوب منا ؟؟؟؟ ما المطلوب مني كمواطنة أشعر بمسؤولية تجاه وطني ومؤسستي كي لا أكون شريكة في الفساد حتى لو من خلال صمتي ؟؟؟
الأمر المؤكد أن صمت الأغلبية عن الفساد والفاسدين جعله ينتشر ويتغلغل مثل السرطان، وتماما لو تم استئصاله فور اكتشافه وخضع لرحلة العلاج الكيماوي الصعبة والقاسية منذ البداية لكان الحال الآن غير الحال ،و بدأ الجسم المنهك باستعادة عافيته وانتصر على هذه الآفة، لكن المشكلة في الصامتين، ولا أعني هنا الصامتين عن رضى لانهم مستفيدون من غض الطرف عن الفساد إما بمنصب مع امتيازات كاملة، أو سيارة بنمرة حمراء وبنزين على حساب الدولة يقضي بها حوائجه من توصيل الأولاد إلى المدارس وشراء حاجيات المنزل، وشعور بالأهمية لحظة الوصول إلى اي مناسبة بسيارة الدولة، أو زيادة على الراتب من عمل إضافي هو في الواقع لا يقوم به في ساعات الدوام الأصلية، ودورة داخل البلاد والأفضل خارجها لا يستحقها ولا يملك المؤهلات ولا الشروط للالتحاق بها، فهؤلاء في الواقع شركاء في الفساد وهم من نسمع صوتهم منددين بالفساد والفاسدين ومن يتستر عليهم، ويترحمون على وضع البلد وما وصل إليه الحال ،إذا ما تم الانتقاص من مكتسباتهم التي يحصلون عليها دون وجه حق!!!!
أما الصامتون الذين أتحدث عنهم، هم الصامتون المغلوبون على أمرهم إما لشعور باليأس من التغير والإصلاح ،وقناعة أن لا سبيل لكسر شوكة الفساد الذي أصبح مثل شبكة العنكبوت تلتف وتسحق كل من يقترب منها، أو الصامتون خوفا والقصص كثيرة
لأشخاص شرفاء غيورين على مصلحة هذا الوطن انتهى بهم الأمر بنقل تعسفي أو تقاعد مبكر، سحب الصلاحيات و تجميدهم في مؤسساتهم وغيرها من الإجراءات .
لذلك أتساءل صدقا ما المطلوب؟؟
من تجربة مررت بها حديثا في مواجهة فساد إداري وشبهة لوجود فساد مالي ،تعرضت خلالها لإجراءات إدارية تعسفية ظالمة، وعرقلة لعملي وإيقاف لمشاريع كنت أعمل عليها ،مع إصرار في المؤسسة على عدم التعرض لهذا الشخص او حتى عمل لجنة تحقيق ولو صورية!!!،ولولا وجود بقية من مسؤولين شرفاء وقفوا مع الحق لكنت الآن في وضع لا أحسد عليه!!!
رغم خوف وتحذير أهلي و صديقاتي وزملاء العمل خاصة مع وجود تهديدات من نوع آخر بعيدة كل البعد عن المهنية والأخلاق، ما زلت أجد ان صمتي خيانة للوطن، فالخيانة أنواع: قادر لم يفعل ما فيه نفع فهو خائن، ولسان لم يقل الحق خائن، فهل نرضى ان نكون طيورا داجنة تمضي حياتها في خم الدجاج؟؟
من هنا من هذا المنبر أقترح لمحاولة وقف سرطان الفساد ،أن يكون في كل مؤسسة، وزارة، هيئة (لجنة نزاهة ) يتم تقديم الشكاوي لهذه اللجنة بسرية تامة دون تدخل رأس الهرم في المؤسسة أو أي مسؤول وتحت طائلة المسؤولية، بحيث تعمل اللجنة بحرية ونزاهة على التحقق من المعطيات ويكون لها الحق في طلب كل المعلومات دون أي تدخل او تأثير من أحد، وأن ثبت اي تطاول على مقدرات الوطن او فساد إداري او اي سوء ائتمان، يتم تحويلها إلى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق من لم يكن على قدر المسؤولية وخان الأمانة، ولا أظن هيئة النزاهة ومكافحة الفساد قادرة على القيام بهذه المسؤولية الجسيمة لوحدها فكلنا شركاء في حماية الوطن.
فمن حقنا أن نخاف على هذا الوطن الغالي ونحميه
ومن حقنا أن نبحث عن حياة جديرة بالحياة.