من يحجب الحقيقة يكذب و الكذاب لا يكون عند الله وجيها و قد تعبنا من الصمت و هرمنا و نحن ننتظر أن يرعوي من يجب أن يرعوي و لكن لا حياة لمن تنادي ، و في كل مجتمع هناك مراكز قوى أو قوى شد عكسي تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تؤخر تقدم المجتمعات و تعرقل أي انتقال إلى حالة أفضل ، و هذه القوى أو المراكز هي مجاميع اللصوص و الفاسدين الذين يعتاشون على دماء المواطنين و الذين ينتظمون في محافل للشر تلتقي على موائد الشيطان كل ليلة لتوزيع الحصص و تقاسم الكعكة ، و لا يسمح لأحد بالدخول إلى المحفل حتى لا تتناقص الحصص و حتى يبقى جحر السحلية مقصورا على الديناصورات التي نجت من الانقراض.
يجول الملك شرقا و غربا بحثا عن مصادر للتمويل و عن مستثمرين حتى لا يصل الأردن إلى حافة الإفلاس و قد كاد ، و حتى لا يجوع الأردنيون و قد جاعوا ، و يخطب و يتصل و يحاول ، و يأتي مستثمرون إيمانا بأن الأردن واحة أمن و أمان و أن الاستثمار هنا هو استثمار جيد و أن الأردن بما له من موقع استراتيجي يتوسط العراق و سوريا و السعودية و دول الخليج و حينما يصلون يكون جحر السحلية و رامز تحت الأرض بانتظارهم لإرهابهم و تخويفهم و يفرون لا يلوون على شيء و لكن همهم أن يفوزوا من الغنيمة بالإياب.
الملك يدرك هذه الحقيقة و قد قال يوما ما و على رؤوس الأشهاد أن هناك ديناصورات تحاول تأخير المسيرة و زاد على ذلك كثيرا ، و حينها تجرأت كل قوى الشد العكسي و فتحت كل أفواهها التي تلفظ نارا و علا فحيحها و تطاولت و تجاوزت ، فقد أدركت أن الأمر يصل إلى داخل محفل اللصوص ، إلى قعر جحر السحلية المتكرشة التي لا تقبل أن يقترب أحد من مالها الحرام ، شعر اللصوص بأن السكين اقتربت من رقابهم ، و أن الملك يحاول أن يجعل من الأردن دولة عدل و حكم رشيد ، و أن ينعم الجميع بتساوي الفرص ، و أن لا يكون الرؤساء السابقين ، و معظمهم متكرشون و بعضهم لا يهمهم الأردن إلا كبقرة حلوب ، و معظمهم يبقون " ينقون " حتى يتعين أبنائهم و بناتهم برواتب فلكية و ألقاب إمبراطورية ، و تصبح الدولة محكومة بالديناصورات و الورثة و تستمر عملية التدوير بلا انقطاع و لا توقف.
و ما أن يأتي رئيس حكومة جديد حتى ينضم إلى نادي الرؤساء ( هل هناك دولة في الكرة الأرضية غيرنا فيها سبعة عشر رئيس وزراء على قيد الحياة ) ، و يستمر الكذب و المزاودة و لا تسمع من الديناصورات و مراكز القوى إلى مصطلحات الوطن ، و الوطنية ، و سيدنا ، و جلالة الملك و الولاء و الانتماء ، وهم ضد كل ذلك فالمسألة بالأفعال و ليست بالأقوال ، و الوطن ليس ما يعرفونه و يظنونه ، الوطن ما تصنعه أيدي الأردنيين الذين يسكنون في الريف و البادية و الأغوار و ليس من يسكنون في أحياء الفصل العنصري في أحياء عمان الغربية ، الوطن ما كان يظنه و يعتقده و يفعله وصفي التل و ليس ما فعله ويفعله الرؤساء الذين لا يهمهم من الوطن إلا أبنائهم و بناتهم و ذواتهم السنية و الباقي الله لا يردهم.
يزاودون علينا بالملك ، و يبتزوننا بالملك ، و يسكتوننا عن أفعالهم السفيهة بالملك فهم حينما يعجزون عن الإجابة على أي سؤال أو تساؤل يقولون أوامر من و يسيرون بسباباتهم إلى الأعلى ، إلى السقف ، إنهم لا يجرؤون أن يتلفظوا بمن يريدون أن يكذبوا باسمه ، لأنهم لا يرون في الأردن إلا مزرعة لهم و لأولدهم و بناتهم و أحيانا زوجاتهم و كنائنهم أما باقي أبناء الشعب فليسوا إلا حميرا ، و التعبير ليس من عندي و لا على لساني بل على لسان وزير طويل عريض ، باقي أبناء الشعب " وجوههم باردة " و التعبير ليس من عندي و لا على لساني بل على لسنان معالي وزيرة قدس الله سرها و رفع من مقامها ، الشعب ليس إلا حمالا للحطب و الماء ، هكذا يقول معالي الوزير الذي يسرق راتبه من جيوب أبناء الشعب.
إن السكوت عن جحر السحلية و عما بها من ديناصورات سيوصلنا إلى مهاوي الردى ، و سنقول حينها يا ريت اللي صار ما كان ، و لا بد من الانتباه إلى أن الوطن أغلى و أثمن من أن نداري على حسابه مجاميع التدوير السياسي و نخب السرقة و النفوذ و الكومسيون ، لا بد من أن نراجع حساباتنا جيدا و أن نضع حدا لما يجري لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب و الحكم يدور مع علته وجودا و عدما و هذا يدفعنا إلى فهم القاعدة السياسية بناء على فهمنا للقاعدة الشرعية و بنفس القوة و الثبات.
نحن مع الوطن دائما و بدون تفكير ، و مع الملك إن قرر يوما أن يهدم جحر السحلية و أن يتصرف مع الديناصورات المختبئة فيه ، و خير لنا أن نتعامل بحزم مع مجاميع الديناصورات من أن نقول غدا ليتنا فعلنا ما كان يجب أن نفعله ، الأوطان بحاجة إلى العدالة و الرشد في الحكم و الحكومة كأنها غير موجودة ، و الذين يحكمون ليسوا إلا مجاميع الديناصورات المتمترسين هم و أبناؤهم و بناتهم في مفاصل الدولة و مؤسساتها .
ألم يأن للوطن أن يوقف قوافل الفاسدين و الديناصورات عن فسادهم و إرهابهم..!!