لم يعد الشعب يحتمل حالة العبث في ادارة الدولة من قبل الحكومة وتباين ذلك الاداء مع التوجيهات الملكية في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ولم يعد مقبولاً ان يبقى الوطن حقلاً لتجارب الحكومات وعبث القائمين عليها ، واضحى الواجب يحتم علينا وقفة متأملة مع الذات ومعرفة اسباب فشل هذه الحكومات في تحقيق العدالة والرفاه ، ولا يجوز ان يتقزم دور اهل الرأي والعقد في تقديم النصح لأن الصمت في هذه الحالة قصور في الاخلاق الوطنية قد يصل الى درجة الخلل في الولاء والانتماء للوطن والقيادة .
حكومة عاجزة مترعة بالبيروقراطية والشخصنة والفئوية والجهوية والطبقية في بعض الاحيان ، حكومة غير مؤهلة وفريقها ضعيف متهالك لا يمتلك رؤى او ادوات ولم يغادر شخوصها ذهنية الموظف العام الى افق الوطنية الرحب ، فريق يقرر دون ان يدقق ويركن الى الهروب تارة والطاعة العمياء لرغبات الرئيس دون فهم او افهام تارة اخرى ويمعن في التسويف والتبرير لقرارات وسياسات هم اكثر الناس عدم قناعة بجدواها ، وزراء موظفين خائرين لا حول لهم ولا قوة ولا قدرة على ادارة وزاراتهم بكفاءة ومهنية واقتدار .
حكومة تتبع سياسة الترقيع في جهة والتمزيق في الجهة الاخرى فتعمل على تطوير التشريعات القضائية لتطوير القضاء صباحاً وتخترق سيادة القانون والاوراق الملكية النقاشية مساءً وتوغل في الفئوية والجهوية ومجاملة اصدقاء الامس في القرارات التي لا تظهر للعلن في وضح النهار ، حكومة اضحت قراراتها في غالبيتها تقبع وراء الأكمة وما وراءها ، حكومة تعمل على تطوير القضاء في الاعلام وتسطو على استقلال الهيئات الرقابية ، حكومة تفتقر لخطة في انعاش الاقتصاد الوطني وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والقضاء وتركن الى اسلوب الجباية السريع محاولة منها في ستر عيوب فشلها والاستثمار الذي تتحدث عنه صباح مساء ما هو الا مجرد امنيات .
حكومة ضائعة تائهة في سياساتها وقراراتها مرتبكة ومربكة في تواصلها واجراءاتها وتفتقد البصيرة والانسجام في كل شيء لا تحترم الرأي والرأي الآخر وقواعد الاختلاف في اطار المصلحة الوطنية العليا.
حكومة تلفظ انفاسها الاخيرة في الاحتفاظ بثقة اكثر مناصريها تفاؤلاً وتعتقد ان صمت الناس هو رضاء بسياساتها دون ان تدرك ان الاردنيين غاضبين ولكنهم حريصين على امن وطنهم في اقليم ملتهب ومؤمنين ان جلالة الملك سينتصر لهم في الوقت المناسب .
حكومة تظن انها بمأمن من مساءلة البرلمان ولا تدري ان على اكتافها رقيب عتيد قبل ذلك وقيادة حكيمة صابرة ولكن ليس الى ما لا نهاية ، حكومة يفترض ان يكون رئيسها ووزراءها لكل الاردنيين ولا يجوز ان يكونوا محسوبين على فئة او منطقة او مجموعة ضغط ، حكومة استبدلت هويتها الوطنية بهويات فرعية لمناطق وفئات في تشكيلها ومواقعها العليا وهيئاتها ومجالس ادارة شركاتها العامة وفي ذلك الشاهد والدليل ، حكومة اوغلت صدور الاردنيين قهراً وبات صمتهم يدنو من الذل والاذلال صبراً ,
معادلة اداء الحكومة في ادارة الدولة لم تعد مقبولة لأطفالنا قبل نخبنا ومواطنينا ومفكرينا والامعان في اقصاء الارادة الوطنية سيؤدي الى نتائج غير مقبولة في وطن هو بين الرمش منا والعين فالحكومة التي تتجاهل قواعد العدالة وسيادة القانون ولا تكون قادرة على القيام بمهامها الدستورية بكفاءة وامانة واقتدار حري بها ان تريح وتستريح .
الحكومة تخلت تماماً عن عملية الاصلاح برمتها وفقدت اهم اركان مبررات استمرارها وهو فتح الحوار مع القوى السياسية والاجتماعية والنقابية والشعبية لبناء شراكة حقيقية في الاصلاح فالرئيس ما زال يظن ان الاردن هو العاصمة وربما اربد وهذا لا ينسجم مع توجيهات جلالة الملك بالتواصل مع الناس في مواقعهم .
الاصلاح ضرورة وليس خيارا وسيادة القانون وبناء منظومة النزاهة التي تآكلت كثيراً في عهد هذه الحكومة متطلب اساس للتقدم خطوات الى الامام ولا اظن ان الحكومة قادرة او واعية لذلك الامر الذي يتوجب التغيير من اجل وطن عزيز .