facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العالم الإسلامي بعين الصحف العبرية: ينزف


14-07-2017 10:53 AM

عمون - قال صموئيل هنتنغتون في كتابه «صراع الحضارات» إن «حدود الإسلام تنزف»، أي أن الدول الإسلامية تميل الى الحروب مع جيرانها غير المسلمين. العالم الغربي، وفي ضمنه اسرائيل، يعاني من العمليات الإرهابية الدموية، وهناك صراعات على حدود الإسلام مثلما هي الحال في كشمير. ولكن اذا نظرنا الى عدد القتلى فإن الحروب الإسلامية الداخلية أكثر دموية. في الخمسين سنة الماضية كان هناك عشرات ملايين القتلى والمصابين وعشرات ملايين ممن طردوا من منازلهم. الحديث يدور عن دول انهارت أو فيها حروب اهلية دموية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان. والحديث يدور ايضا عن صراعات لم تنتقل بعد الى المجال العسكري، لكنها قد تتدهور الى ذلك، مثل الصراع بين قطر وجاراتها في الخليج.
إن حدود الإسلام ليست دامية الى هذه الدرجة. فالعالم الإسلامي هو الذي يعاني من النزيف الداخلي الاشد.
هناك دور كبير للمصالح الجغرافية والاقتصادية في هذه الحروب. ولكن هذا الامر لا يفسر الضعضعة العميقة التي تمر بها عشرات الدول الإسلامية. والدليل على ذلك هو الادعاءات التي يقوم بطرحها كل طرف من الاطراف المتقاتلة، والدعوة المتكررة في اوساط جميع المحاربين «الله اكبر»، بغض النظر اذا كانوا من السنة أو الشيعة، من حزب الله أو القاعدة، من جنود العراق أو سوريا، جميعهم يعملون في سبيل الله. وجميعهم ايضا يسمون المسلم الذي يحاربونه بـ «الكافر»، وهنا تكمن جذور النزيف.
فقهاء المسلمين يطلقون اسم «كافر» فقط على من لا يعترف بالله وبالنبي محمد، مثل الذي يعبد الالهة ويتمسك بقناعته والذي مصيره الموت. ولاسباب مختلفة فإن اليهود والمسيحيين وغيرهم لم يتعرضوا للخطر مقابل فقدانهم لاراضيهم وحقوقهم المدنية وموافقتهم على حياة الاهانة بصفتهم أهل الذمة. ويقول الفقهاء ايضا إن المسلم الكافر هو مرتد مصيره الموت. أكثر من 80 في المئة من السكان في مصر وثلثي الفلسطينيين يعتقدون أنه يجب قتل المرتدين. وفقهاء كثيرون قاموا بتوسيع تعريف الكافر، بما في ذلك من لا يؤمن بالإسلام كما يُعرفونه. وهناك سنة يعتبرون أن العلويين كفارا، لذلك فإن حربهم ضد نظام الاسد هي مثابة تطهير لعالم الإسلام من الكفار. وهكذا تعتبر الدولة الإسلامية الانظمة الإسلامية وجيوشها والاخوان المسلمون والشيعة كفارا.
القوات الإسلامية التي تحارب الاخوة المسلمين وتحارب داعش تعتبر أنهم كفار، وأنه يجب قتالهم حتى النهاية. وقد أدى الربيع العربي الى نشوء هذه الجذور وتحولها الى حروب اهلية دموية.
إن الانتصار على الدولة الإسلامية لن يحل هذه المشكلة. فالسنة ما زالوا هم الاغلبية في سوريا. ورغم التطهير العرقي الجماعي سيستمرون في اعتبار الشيعة والعلويين كفار يستحقون الموت. وسيستمر الايرانيون في اعتبار الإسلام الشيعي هو الإسلام الصحيح، الذي يجب فرضه على كل العالم. وستستمر دول الخليج في استثمار الاموال في محاربة الشيعة الكفار.
هذا الامر محزن، لكن ليس من الواضح ما هو الامر الذي يمكنه وقف النزيف الداخلي العميق في العالم الإسلامي واحداث الاصلاحات الحقيقية التي ستؤدي الى حذف مفهوم «كافر» من القاموس القضائي الديني. إن الكفر ليس هو أساس المشكلة.

افرايم هراره
اسرائيل اليوم 13/7/2017





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :