عمون - غادر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قطر الخميس بعد جولة في دول خليجية عربية بهدف تخفيف أسوأ خلاف بالمنطقة منذ سنوات، وقال إنه طرح مقترحات من شأنها المساعدة في حل الأزمة القائمة منذ نحو شهر.
وبعد 3 أيام من الرحلات المكوكية بين الكويت التي تتوسط لحل الأزمة، وقطر والمملكة العربية السعودية، عاد تيلرسون إلى الدوحة ليلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمرة الثانية في غضون 48 ساعة، ويغادر بعدها، في صمت ودون الحديث عن نتائج.
أزمة طويلة
وكتب أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، على حسابه الرسمي على تويتر يقول إنه لن تكون هناك نهاية سريعة للخلاف بين قطر والدول العربية الأربع التي تقاطعها وبينها الإمارات.
وقال قرقاش: "متجهون إلى قطيعة ستطول، الحقيقة أننا بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفي ظل ذلك لن يتغير شيء وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات".
والتقى تيلرسون خلال جولته بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبحث الخلاف القائم بين الدوحة والدول العربية الأربع التي قطعت علاقاتها معها يوم الخامس من يونيو (حزيران)، بسبب تمويلها جماعات متطرفة والتحالف مع إيران.
طاولة واحدة
وسعى تيلرسون، بحسب مصادر، لإقناع الأطراف المناهضة لسياسة قطر الداعمة للإرهاب بالجلوس على طاولة واحدة مع المسؤولين القطريين، والقبول بالاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع الدوحة، والقاضي بقبول الأخيرة لآلية تنفيذية للرقابة الخارجية على نظامها المصرفي تحدّ من تمويل الإرهاب.
ورفض تيلرسون تلقي الأسئلة بعد اجتماع مع أمير قطر تميم بن حمد، الذي التقاه مجدداً للمرة الثانية في غضون 48 ساعة، وذلك بعد عودته أمس الخميس من الكويت، وفي جانب مع اللقاء حضر المندوب الكويتي المعني بتمثيل بلاده في جهود تسوية هذه الأزمة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح.
وعقد الاجتماع الثلاثي (القطري الكويتي الأمريكي)، في قصر البحر بالعاصمة القطرية الدوحة أمس الخميس، بحضور تميم.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن اللقاء تناول "مستجدات الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لحلها عبر الحوار والطرق الدبلوماسية"، وتم إبلاغ الصحافيين في الدوحة بإمكانية انعقاد مؤتمر صحافي يشارك فيه تيلرسون، إلا أن الوزير الأمريكي غادر قطر بعيد اللقاء مع الأمير من دون أن يدلي بتصريحات صحافية.
وقال تيلرسون للصحافيين بعد أن غادر الدوحة: "أعتقد أنه كان من المفيد بالنسبة لي أن أكون هنا وأن أتحدث معهم عن سبل إيجاد طريق للتحرك قدماً، وأن أستمع وألمس مدى خطورة الموقف، ومدى ما تثيره بعض هذه المسائل من مشاعر".
وأضاف "طرحنا بعض الوثائق على الجانبين أثناء وجودنا هنا ترسم بعض السبل التي ربما تتيح تحريك الموقف".
وسيط غير مباشر
وتنقل تيلرسون خلال اليومين الماضيين بين الطرفين والكويت، التي تلعب دور الوسيط بين الدول الخليجية المتنازعة، في محاولة لتخفيف أزمة أثارت توتراً في المنطقة بأكملها.
وعاد يوم الخميس إلى الدوحة حيث التقى بحكام قطر للمرة الثانية خلال يومين، كما اجتمع مع مسؤولين كويتيين وسعوديين.
وقال تيلرسون إنه ليس وسيطاً مباشراً، لكنه يدعم دور أمير الكويت في بناء الجسور لإنهاء الأزمة.
وأضاف "هناك في رأيي تغير في درجة الاستعداد ولو لتقبل الحديث إلى بعضهم بعضا، ولم تكن هذه هي الحال قبل مجيئي".
وغادر تيلرسون مدينة جدة السعودية يوم الأربعاء بعد محادثات مع وزراء من السعودية والبحرين والإمارات ومصر وهي الدول الأربع التي فرضت حظر سفر وعقوبات تجارية على قطر.
وكان تيلرسون وقع في وقت سابق اتفاقا أمريكياً قطرياً بشأن تمويل الإرهاب، في محاولة للمساعدة في تخفيف الأزمة لكن معارضي قطر قالوا إن الخطوة غير كافية لتهدئة مخاوفهم.
وقال محمد بن حمد آل ثاني، شقيق أمير قطر، لدى وداعه تيلرسون بمطار الدوحة إنه يأمل في رؤيته مرة أخرى في ظروف أفضل.
وكتبت صحيفة الاتحاد الإماراتية عنواناً في صفحتها الأولى يقول: "لا تنازل عن المطالب ال 13"، في إشارة إلى قائمة المطالب التي قدمتها الدول الأربع لقطر.
وتترقب المنطقة يومي السبت والأحد وصول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي سيقوم بجولة خليجية للدعوة إلى "تهدئة سريعة" بعد جولات نظرائه من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا.
وقالت مصادر دبلوماسية في باريس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الوزير الفرنسي سيعمل على "إعادة بناء الثقة وإيجاد مصالح مشتركة تدفع جميع الأطراف إلى منع تدهور الأزمة"، مضيفة: "علينا أن نجد حلاً".