لا أجد ما يمكن أن أصف به هذا الهجوم النازي الصهيوني على قطاع غزة و أهله سوى أن أقول أن هذا الهجوم "عملية حقيرة" كما سبق لفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن وصف عملية إستشهادية نفذها مجاهدون فلسطينيون كحق فلسطيني و عربي و إسلامي و دولي في الدفاع عن الوطن لانه الدفاع عن الذات و السعي لتحرير فلسطين المغتصبة عربيا و صهيونيا.
قبل التهديد الصهيوني لأهل غزة كان هناك تهديد مدان وجههه اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الذي خلف "اللواء" أسامة الباز بعد أن استهلكته الولايات المتحدة و رأت أن حاجتها لمثل هذا هذا التغيير أمر بالغ الأمية فهذا اللواء سليمان يملك مؤهلات مذهلة ليس أولها و لا آخرها ان ممارسته كعدو للشعب المصري يؤهله لأن يقوم بهذا الدور ضد كل ما هو عربي سواء في العراق و فلسطين و لبنان و إنتهاء بفلسطين.
إدانة الهجوم النازي الصهيوني لا قيمة له سواء جاء من أكبر قطر عربي و أكبر زعيم عربي لا يختلف في هذه القيمة عن عن إدانة كاتب هذه السطور خالد محادين و عندما تذرف دموع التماسيح على شهداء و جرحى الشعب الفلسطيني المجاهد فإن أصحابها أسوأ من التماسيح و لهذا فإن الفلسطينيين – مع كل إعتداء صهيوني عليهم – يتذكرون أول ما يتذكرون الشعب المصري العظيم و الشقيقة الكبرى مصر و زعامتها الخالدة جمال عبد الناصر و إذا كان كل شهداء العرب من أجل فلسطين يرتعشون في قبورهم و داخل أكفانهم حزنا و سخطا و غضبا فإن إرتعاشة الشهداء المصريين الذي بدأ أنور السادات حربه ضد إنتمائهم القومي و لكنه فشل في تحقيق هذه الغاية و ظل المصريون العرب الحقيقيين الذين لن تتمكن أية قيادة مصرية من تشويههم بهذا العداء الرسمي المصري للعروبة و الإسلام و لهذا فإن إرتعاشة شهدائهم هي الأكثر صدقا و نبلا و قوة.
الهجوم الصهيوني المستمر الآن على غزة محاولة مضحكة للتغطية على هزيمة الكيان النازي في لبنان و عندما شنت واشنطن حربها الأولى على العراق لم يخف مسؤولون أمريكيون إعلانهم أن من أبرز أهدافها إفقاد الذاكرة الأميريكية لهزيمة الولايات المتحدة في فيتنام و أول نتائج هذا الهجوم بعد صمود الفلسطينيين و إنتصارهم على العدو هو إشتعال الضفة الغربية لا مظاهرات و حسب بل و إطلاق الصواريخ فليس هناك فلسطينيو محمود عباس و لا فلسطينيو خالد مشعل فالفلسطينيون فلسطينيون و لن يخرجوا من جلودهم أو يفقدوا إنتماءهم أو يتنكروا لعروبتهم و لإسلامهم و الدليل هو إعلان غضبهم من العرب و على العدو لأنهم يعتزون بعروبتهم و يرون في أمتهم العون و السند و الخذلان لهم من خلال ساستهم.
كل التحية لأهل الضفة و لأهل الغزة ولأهل الوطن الذي أحتل و أغتصب عام 1948 و أرجو أن تكون آمالكم كمثل آمالي في ألا نذهب الى مجلس الأمن بعد أن حملت واشنطن و الأتحاد الأوروبي أهل غزة و قيادتهم المسؤولية عن المجازر الفلسطينية و عدم إنعقاد قمة عربية – التي تعارض القاهرة عقدها- بعد أن إتضحت المواقف و كل التهنئة لكل الذين ضاقت الدنيا على إتساعها عن فرحتهم بما يجري في فلسطين و في مقدمتهم قيادات فلسطينية و ساسة عرب و مستشارون كثر و لا حول و لا قوة إلا بالله.