جريمة الاعتداء على الطفل السوري ما بين الإشاعة والحقيقة
اللواء المتقاعد مروان العمد
11-07-2017 12:52 PM
لقد سبق وان نفت جهات امنية ان يكون هذا الوحش الذي قام بفعلته بحق هذا الطفل يعمل في دور تحفيظ القرآن . كما نفت صحة صورة يتم تداولها على اعتبار ان صاحبها هو الفاعل. وهددت متداولي هذه الصور والاخبار بالملاحقة القانونية.
وفي صحف اليوم اكد مصدر قضائي في نيابة محكمة الجنايات الكبرى ان تداول صور رجال ملتحين باعتبارهم مسؤولين عن هذه الفعلة النكراء غير صحيحة.
وان المتهم الرئيسي في هذه القضية من ذوي الاسبقيات في قضايا المخدرات وانه لا يوجد احد موقوف على ذمة هذه القضية غيره ، وانه اعترف بجريمته وانه نفذ الجريمة بمفرده على عكس ما يتم تداوله من وجود شركاء آخرين له.
وان المنفذ لم يسبق وان كان يعمل في مركز لتحفيظ القرآن الكريم او وزارة الأوقاف او انه رجل دين وان صورة الرجل التي يتم تداولها على انه الفاعل غير صحيحة.
الا انه رغم ذاك فإن تداول مثل هذه الاخبار على صفحات التواصل الاجتماعي التي اصبحت نقمه هذا العصر لا زالت مستمرة . ولا زالت فبركه التفاصيل والاحداث والصور مستمرة مما يشير الى ان هنالك من يلعب بالنار ومن يريد ان يسيء الى دور تحفيظ القرآن.
رغم انه وحتى لو كان كذلك فإنها تبقى بإذن الله حالة معزولة ومن الممكن ان تحدث في اي مكان في العالم فالبشر لا تعرف دواخلهم البشرية على الاغلب. وكم سمعنا عن قضايا لكبار رجال دين ثبت تورطهم بمثل هذه القضايا. ولكن ذلك لا يجب ان ينعكس على الدين نفسه بل على رجال مرضى تسللوا الى العمل بهذا المجال. ولكن يبقى انه يجب الاعلان عن هذا الجاني فوراً وباسمه الكامل وان يلقى عقابه العادل وبأسرع فرصه ممكنه ليكون عبره لمن يعتبر.
وان تكون هذه الحادثة درساً لذوي اطفالنا وتوعيتهم وعدم تركمهم فريسه للشارع ومنحرفيه.
وقد سمعت قبل فتره عن تعرض طفله للاغتصاب والقتل على درج منزل ذويها في مساء رمضاني ، وانه تبين ان الفاعل هو خالها.
كما سمعت عن تعرض سيده سوريه لاجئه الى تركيا للاغتصاب من قبل اثنين وهي في الشهر الثامن من حملها ثم تعرضها للذبح هي وطفل لها لم يكمل عامه الاول.
ومن جانب آخر وبعيداً عن هذه الحادثة وثبوت عدم علاقة مرتكب هذه الجريمة البشعة بدور تحفيظ القرآن وبوزارة الاوقاف فإن هناك الكثير مما يقال عن تقصير هذه الوزارة في نشر الوازع الديني وفي نشر حقيقة الاسلام السمحة وبعده عن الارهاب والارهابيين والفساد الاخلاقي والديني مما يحتاج الى مقالات ومقالات واقل ما يقال عنها انها في حقيقتها هي وغيرها من العاملين في مجال العمل الاسلامي لا يزالون ينهلون علومهم ومعلوماتهم من نفس المصادر التي ينهل منها الارهابيون فتاواهم، والتي تخلت عن المصادر الشرعية ولجأت الى الموروث الديني الذي جرى التلاعب به على مدى التاريخ ممن امتهنوا العمل الاسلامي واصبحت كتبهم واقوالهم هي المرجعية الدينية وليس القرآن الكريم.
ان قيام وزاره الاوقاف بدورها في هذا المحال يتطلب وقفة شجاعة لمواجهه الموروث الديني من غير مصادر شرعيه وكشفه وتنقيه الخطاب الديني منه . ليس من قبل وزاره الأوقاف الأردنية وحدها ولكن من قبل جميع المرجعيات الإسلامية في عالمنا الاسلامي.