الانتخابات بكافة الوانها و اشكالها تستحق الدعم و التأييد من قبل المواطنين، ذلك ان العملية الانتخابية هي المسار الديمقراطي الحقيقي الذي يستطيع الناخب من خلاله رسم مسار المستقبل الذي يتمناه و يسعى الى تحقيقه، فالأحلام كبيرة و الآمال اكبر ، و يحق لنا في وطننا الاردن ان نسعى للتميز على الاقل ضمن الساحة الاقليمية التي كان لنا اسهامات مميزة في نشوئها و تنظيمها و تأهيلها للوصول الى ما وصلت اليه ، بيد ان الامثال الشعبية غالبا ما تكون صادقة في محتواها معبرة عن تجارب البشرية ، فباب النجار مكسًر .
العلة الحقيقية في انتخاباتنا كافة مصدرها الناخب الذي يؤثر كافة العوامل في انتخاب المترشحين على مصلحة الوطن ، ثم يعود ليلقي باللائمة على الحكومة على انها مصدر الارهاصات و التأزيم ، متناسيا انه هو من افرز تلك العينات التي اصبحت او تصبح عبئا على حياته و مستقبل ابنائه.
نحن في الاردن و برأي الشخصي لم نتمكن بعد من ايجاد قانون انتخاب متطور يلبي احتياجات الشارع سواء فيما يخص المجلس النيابي او البلديات او ما عرف حديثا باللامركزية ( مجالس المحافظات ) التي نكاد نجزم ان بعضا من المترشحين لها لا يدركون فحواها.
اجمل ما في الانتخابات الاردنية تلك اليافطات التي تحمل صور المترشحين محفوفة بأسمائهم متزينين بربطات العنق و الملابس الفاخرة ، و لعل اكثر ما شد انتباهي في هذه الفترة و نحن على ابواب الانتخابات البلدية و مجالس المحافظات خلو اليافطات من الشعارات الرنانة و الوعود الحالمة ، و لربما كان السبب في ذلك اما صحوة ضمير لدى الكثير من السادة المترشحين افضت الى ايصال صدق نواياهم امام الناخبين في الرغبة للوصول الى تلك المقاعد ، و ليكن بعد ذلك ما يكون ، أو لعلمهم ان وجودهم و عدمه لن يغير من الواقع شيئا، اعداد المترشحين في هذه المرحلة لم تتجاوز اللامعقول ، فنحن شعب يعشق المناصب مهما صغرت مسمياتها او كبرت ، و الالقاب جزء لا يتجزأ من حياتنا.
تجاهل دور المرأة برأيي المتواضع و إبعادها عن دورها الحقيقي في التخطيط لمستقبل الوطن هو اكبر الاشكاليات التي نواجهها ، فالمرأة التي نمكنها من رسم مستقبل الاسرة و العائلة قادرة بالتأكيد على ان ترسم لنا ملامح مستقبل الوطن، و يجب ان تكون الموجه الحقيقي لأفراد اسرتها في انتخاب من يمثل مصلحة الوطن.
و حتى تعود البوصلة الى صحيح اتجاهها فقد بات من الواجب علينا جميعا ان نؤثر مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية راجين الله ان يحمي هذا الوطن و شعبه و قائده المفدى.
امين عام حزب المحافظين