قواعد البيانات اولوية الوزارات والمؤسسات
د. عاكف الزعبي
10-07-2017 03:02 PM
ليس أفضل من البيانات مؤشراً على صحة الوصف واداة للتحليل ودليلاً للوصول الى الاستنتاجات الدقيقة. لذا فان اهميتها آخذة بالزيادة يوماً بعد يوم مع تطور الحياة وتقدم العلم. ما جعل السعي من اجل توافرها بصورة شاملة ودقيقة ومتاحة ضرورة لا غنى عنها لخدمة المجتمع والدولة ولتحقيق اهداف التنمية عبر تلبية احتياجاتها من الدراسات والبحوث في كل صعيد. حتى بات وجودها محفوظاً ومبوباً ومحدثاُ ومتاحاً لجميع المهتمين مؤشراً على سلامة الاداء والقدرة على الانجاز .
مع تقدم التكنولوجيا وظهور الحواسيب الشخصية وحواسيب الوحدات المركزية (السيرفرات) والبرمجيات المتخصصة ، صار متاحاً على نحو غير معهود خدمة الطلب على البيانات لمحتاجيها ، وتقديمها منظمة ومبوبة ومصنفة ومتاحة للتداول من قبل محتاجيها بصورة مناسبه . زد على معالجتها واسترجاعها على نحو أسهل وأسرع. فنشأ ما بات يعرف بقاعدة البيانات كمفهوم محدد ومنظومه متكاملة بتصاميم خاصه. وصار ممكناً بناء عليه وزيادة عما سبق جمع البيانات على اوسع نطاق وتطوير تنظيمها ومعالجتها بصورة متجدده، واتاحة استعمالها لمن مسموح له الدخول عليها فقط .
لا نعرف كم من مؤسساتنا الحكومية تمتلك اليوم قاعدة بيانات خاصة بالقطاع الذي تتولى مسؤولية ادارته وتنميته .
فربما كان ما لديها مجرد بيانات مجمعه بصورة مجزأه مخزنه هنا وهناك في حواسيب وحداتها بمعزل عن بعضها البعض لا ترقى الى مستوى قواعد البيانات بمعناه العلمي والفني المتقدم الذي اصبح متاحاً بفضل التقدم الهائل لتكنولوجيا المعلومات . فقد اصبح لقواعد البيانات اليوم كما اسلفنا برمجياتها الخاصة بما يهيئ لها ادارة مركزيه موحده وتوزيعاً منظماً للقائمين عليها واتاحة كفؤة لمحتاجيها وشمولية في البيانات وقدرة كبيره على تحديثها .
هذا وقد دخلت قواعد البيانات مع ثورة تكنولوجيا المعلومات مرحلة اكثر تطوراً باستخدامها لنظام GPS الذي وفر لها الصورة ثابته ومتحركة للمواقع المستهدفة لجمع البيانات منها ، وبخاصة بعد أن اصبح نظام GPS يعمل بالأقمار الصناعية مما طور امكانيات استحضار البيانات الحديثة كلما دعت الحاجه وتعزيزها بالصورة الواضحة في ابداع جديد لتكنولوجيا المعلومات الذي نقل قواعد البيانات الى مرحلة متقدمة اكثر لتكون منظومة في اطار نظام المعلومات الوطني الاوسع .
لم يعد مقبولاً التأخر عن انجاز قواعد البيانات لكافة قطاعاتنا المجتمعية كل لدى الوزارة او المؤسسة المسؤولة عنها بعد كل ما يسرته تكنولوجيا المعلومات لإنجازها، وامام كل ما ينتظر من تقدم تكنولوجي متسارع لم يعد يسمح بالتباطؤ في انجازها وتفويت الانتفاع من التقنيات المتاحة المصاحبة لكل مرحله من مراحل تطوير عالم تكنولوجيا المعلومات .
من واجب كل وزارة ومؤسسة حكومية ان يكون في مقدمة اولوياتها بناء قاعدة للبيانات التي تخص القطاع الذي تشرف عليه ، والعمل على تطويرها بشكل دائم ما دامت موجودة.
والا بقيت معرفتها بقطاعها واحاطتها بأوضاعه لا يسعفانها لإدارته والاشراف عليه والتخطيط لمستقبله وتنميته في عصر يوصف بانه عصر المعلومات والمعرفة . بل سوف يكون منجزها مشوباً بالتقصير ويكتنفه هدر في الموارد غير قليل.