عندما أعلنت أمي إن موعد زفافي سيكون يوم الخميس بعد أن قام وسطاء كبار على رأسهم سادة نواب ومخاتير ورجال دولة بالتوسط لدى معالي وزير الأشغال العامة وقام بتثبيتي بوظيفتي ولكن في وزارة أخرى حتى ما افتح عليه أبواب أكثر من خمسة ألاف عامل مياومة يعملون في شق الطرقات وتعبيدها وتامين وصول المواطنين إلى سهولهم ومزارعهم ولا يجدون من يبكي على حالهم.المهم في الأمر أن الجاهات انتزعت موافقة والد وطفة بنت الجيران بعد أن كان يرفض زواجي بسبب أني عامل مياومة وشرب كبير الجاهة المختار أبو خماس فنجان القهوة وقرأوا الفاتحة على نية الزواج والفاتحة على أرواح الموتى والشهداء من أبناء الأمتين العربية والإسلامية والشرق أوسطية .
وما إن سمعت أمي الخبر حتى جهزت السميدة والبرغل واشترت خمسين راس غنم مذبوحة ومنظفة من سوق اللحامين واشترت اللحوم المجمدة والشنينة ووزعت رؤوس الأغنام على ثلاجات الجيران واللحوم على دكاكين الحارة (وعمر أولاد الحارة ما أكلوا بوظة).
وعندما أرادت أمي طبع كروت (بطاقات ) الدعوة للعرس جاء إلى البيت شاب أنيق يحمل بيده جهاز عرفنا فيما بعد انه لآب تب وثلاثة أجهزة خلوية ويلبس أجمل بدله تمنت أمي لو يعيرني إياها في عرسي وجلس أمام أمي وأنا حائر بين جهاز اللاب تب وأجهزته الخلوية وتفاوض مع أمي على أمور لم أدركها لكني عرفت فيما بعد من خلال توزيع بطاقات العرس( الكروت) حيث طبعت ملاحظة في أسفل البطاقة تقول الرجاء إحضار العونات والطخ لان العرس بتعاليه وسهراته وليلة الحناء والصمدة يعتبر حصريا لمحطة أأأأأ الفضائية وأعلنت المحطة إن البطاقات تباع في كل دكاكين الحارة وانه لن يكون مسموحا للجيران بحضور العرس من على سطوح المنازل وسيمنع الاطفال من جمع الفشك الفارغ.
وقد منع أطفال الفقراء وأسرهم من مشاهدة مباريات دوري كرة القدم الأردني الذي أوشك على الانتهاء، منعوا والى الأبد بعد ان تم بيع بث مبارياته حصريا على احد القنوات الفضائية( وعمر الأردنيين ما شافوا كرة قدم ).
royaalbassam@yahoo.com