يتحدثون عن أزمة مالية جديدة تلوح بالأفق! حسنا، إذا كان الأمر كذلك، فأهلا وسهلا بها!
هم يضحكون علينا بلا شك! هذا التطبيل والتزمير لأزمة مالية جديدة مرتقبة أشبه بالحرب الإعلامية التي تشنها الولايات المتحدة مثلا لا حصرا على دولة ما إذا ما وضعتها برأسها حتى لو كانت الواق واق!
إذ تصول ونجول في طرقات العالم الافتراضي هذا، تقرأ لافتة تشير إلى ارتفاع أسعار النفط نتيجة لانخفاض المعروض! ثم تقرأ بعد مدة ليست بقصيرة في مكان ليس ببعيد لافتة أخرى تشير إلى انخفاض أسعار النفط نتيجة لارتفاع المعروض!
ثم يأخذونك في رحلة ممتعة من التحليل الاقتصادي لآلية ارتفاع سعر أي سلعة أو انخفاضها، ويقومون بعملية التنويم المغناطيسي لفكرك المتنور بالحديث عن العوامل التي قد تؤثر بسعر هذه السلعة أو تلك، فيشكون لك مثلا من بطء حاد في النمو الاقتصادي للتنين الصيني، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط من قبل الصين؛ فيصبح المعروض من النفط في السوق أعلى من المعتاد، فينخفض سعره! يا الله! منطق اقتصادي!
هم يداروننا ويماروننا بلا شك! يسرحون بقطعان أفكارنا في مراعيهم الملغومة بنواياهم الخبيثة!
منذ فترة طويلة، والعديد من المقالات الاقتصادية تتناول الحديث عن بوادر أزمة مالية جديدة. سبقونا أصحابها في إدراكها بالحاسة الاقتصادية التي يتمتعون بها، بينما نحن المساكين غارقون في أوهامنا وأحلامنا بالعيش الرغيد!
الهبوط الحاد الذي حصل لأسعار النفط قبل فترة بهذا الشكل لست مقتنعا بأسبابه التي يسوقها لنا أولئك المتلاعبون بأحابيل المنطق الاقتصادي! والهبوط غير المتوقع الذي حدث قبل مدة في مؤشرات الأسواق العالمية عموما، سوق دبي المالي تحديدا لكوني متابعا له، لا تقنعني مبرراتهم أولئك المتحذلقون بأفانين التحليل الاقتصادي!
وسبب ذلك أني أكاد أجزم بوجود منظمة سرية ترفع سعر النفط لأعلى من 120 دولارا للبرميل، وتخفضه لأقل من 20 دولارا! وهي نفسها المنظمة التي ترفع مؤشر داو جونز لأعلى من 20000 نقطة وتخفضه لأقل من 15000 نقطة!
لا تسألني عزيزي القارئ عما هي هذه المنظمة، وعن أعضائها، وعن سياستها، لأنها ببساطة، سرية!