في خبر لعمون " تراجع أعداد المتبرعين بالدم بين الأردنيين " والخبر في علم الصحافة ليس خبرا مثيرا، كان سيصبح كذلك لو كان الخبر ازدياد أعداد المتبرعين بالدم، حينئذ كنا سنندهش ونبحث عن علماء الاجتماع وعلماء نفس الجماهير و الأطباء المختصين لنعرف الأسباب و الظروف التي أدت إلى ازدياد أعداد المتبرعين بالدم، أما و أن الأعداد في انخفاض فإن ذلك مؤشر لا أقول ايجابي و لكن واقعي و منطقي و يتماهى مع الحقيقة.
كيف يمكن أن لا تقل أعداد المتبرعين بالدم و الناس تعاني من الفقر و الجوع ، و نقص في الأموال و الأنفس و الثمرات ، و هل بقي دم في عروق الأردنيين ليبقوا على قيد الحياة فضلا عن أن يتبرعوا فيها ، الناس باتت تأكل من القمامة ، و تسرق مالا يسرق لتعيش ، اليوم و في وسط عمان ذهبت لأشتري بعض الخضار و إذا بصاحب المحل فجأة و كل عماله يهجمون على شخص و يبرحوه ضربا حتى سالت دماؤه وغطت وجهه و في محاولة مني أن أوقف هذا الهجوم الشرس الكاسح على الرجل ظننت أنه إرهابي و ضع قنبلة في المحل أو تحرش بامرأة و إذا صاحب المحل الذي يعرفني من سنوات يقول لي انه حرامي ، و لم يبق في رأسي عقل و قد كلت من الشتائم ما أحفظ على تصرفه السمج اللاأخلاقي ، تذبحون الرجل لأنه يسرق حبة بندورة أو قطف عنب ، و أقسمت لأن اشتكى الرجل للشرطة لأشهدن معه ، المهم أن الناس باتت تسرق لتأكل .
رحم الله الوزير ملحس ، قال قبل سنين طويلة أن الأردن سلة القمامة للغذاء و الدواء و أن الناس تعاني الأمرين ، فبهدلوه و جرسوه و هددوه و ابتزوه و ذهب مخفورا إلى التلفزيون ليكذب نفسه و يعتذر عن قول الحقيقة ، ثم يموت هما و كمدا ، و يأتي الوزير محمد نوح فيخبرنا عن العجب العجاب في الوزارات و كيف يرشون الوزير و يضخمون العطاءات و يبررون السرقة للوزير ، و لهذا لم يطل أمره في الحكومة فخرج منها أو أخرج لأن أمثاله لا يصلحون للوزارة في بلدنا.
الحكومة تجمع الضرائب من الفقراء لتوزعها رواتب على الوزراء و الوزراء السابقين الذين صارت أعدادهم بالمئات ، تدفع الفقراء الضرائب ليسافر الوزراء و الوزيرات و يشمون الهوا على حسابنا بحجة المؤتمرات و اللقاءات و العمل ، و نحن لا نرى و نسمع إلا جعجعة و لا نرى طحنا ، الحكومة كأنها غير موجودة ، أقسم بالله لو الحكومة تروح عالدار ، الرئيس و كل الوزراء لتبقى الأمور سائرة و كأنهم موجودين ، فهم لا يزيدون و لا ينقصون .
الأردنيون لم يبق لديهم دماء يتبرعون بها ، و صاروا يشترون " بنطلونات " بدون جياب لأن ليس لديهم ما يضعونه في جيوبهم ، الحكومة و مؤسساتها و وزارتها كلها منصبة على شيء واحد لا ثاني له أن تسرق كل ما في جيوب المواطنين بحجج واهية ثم تترك الفاسدين يرتعون و يلعبون و يسافرون و يفرون بأموال الأردنيين إلى لندن و غيرها ، الأردنيون قرفوا الكلام الممجوج للحكومة و تصريحاتها التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، و قرفوا الدول الصديقة و الشقيقة التي تكذب على الأردن و تسخو على إسرائيل و أمريكا و تبخل على الأردن و لو بشربة ماء ، الأردنيون قرفوا الشعارات و الدحية و الدبكة ، وكتائب الطبل و الزمر من المنافقين و المرائين و بياعي الكلام و المزورين ، فهم فقراء جائعون ، و ذلك ما كان ليشكل لهم قضية أو مشكلة لو كان البلد فقيرا و كان العدل منتشرا ، أما " ناس عز و ناس معزا " أما ناس خيار و ناس فقوس " أما " محمد يرث و محمد ما يرث " فهذا لا ينفع و ما هكذا تدار الدول .
طفشتم كل المستثمرين ، الوزراء و الرؤساء السابقون لا يريدون مستثمرين الكل يريد أن يكون شريكا مع أي مستثمر يأتي و باسمه فقط ، أي كفيل كالكفلاء في الخليج ، و يريد أن يعين زوجته عضو مجلس إدارة و ابنه رئيسا للدائرة القانونية و هو رئيسا لمجلس الإدارة لدى المستثمر القادم و بأثر رجعي قبل أن تبدأ الشركة العمل و لمجرد أن يتوسط لتسريع إجراءات تسجيل الشركة و الكل يعرف هذه الحقيقة ، أين الاستثمارات ، الملك جاب العالم شرقا و غربا و لم يبق دولة لم يزرها كي يروج للأردن و يبحث عن مستثمرين ، و حينما تتكلل جهوده بالنجاح يأتي المستثمرون بناء على وعود الملك فيجدون النصابين و اللصوص و المستوطنين بانتظارهم فيفرون هاربين و هم يصرخون انج سعد فقد هلك سعيد .
الأردنيون " بفاهقوا " من الفقر و الذل ، بينما آخرون الدم بدو يفر من وجوههم من العز و الغنى و المال و الراحة و الأردنيين لم يعد لديهم دم يتبرعون به ، و الأيام تمر و يقولون الأيام دول و يقول الأردنيون متعجبين لم الأيام دو إلا عندنا فهي ثابت لا يتغير ، الأردنيون يتوسمون خيرا في كل حكومة جديدة تأتي و في كل رئيس جديد يجيء ثم ما يلبثون أن يتبينوا أن المسألة ليست إلا مآزق و مخازق مختلفة طالما وقعنا فيها و قعدنا عليها و أن الخل أخو الخردل و أن لا فرق بين الحمائم و النسور و لا بين من ألقى و من يلقي .
قال نقص عدد المتبرعين بالدم قال ..!!
خلوها على الله بلاش نقول لكو الكبيرة ..