facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إطلالة سريعة .. على المشهد الاستراتيجي في المنطقة !!


26-12-2008 03:21 AM

عندما اندفعت الجيوش الامريكية – البريطانية الغازية الى عمق العراق واحتلته عام 2003، كانت بالاصل تسعى الى انجاز هدفا ابعد كثيرا عن مجرد احتلال الارض العراقية بكل ما عليها من نفط وما تمثله من موقع استراتيجي يطل على مسرح الصراع القادم مع الصين. لقد كان الهدف المخفي والاكثر استراتيجية واهمية هو تحطيم معنويات الشعب العربي بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص من اجل الوصول الى حالة يرغم فيها الفلسطينيون على التخلي عن حقوقهم وسط شعورهم العارم بالهزيمة والاحباط والانكشاف الاستراتيجي كنتيجة لسقوط العراق واحتلاله.

وهكذا اصبح منذ تلك اللحظة مصير الفلسطينيين مرتبط بمصير تطورات الاحداث في العراق المحتل وبشكل محدد بمصير المقاومة العراقية للاحتلال. وقد اكد العديد من المحللون الاستراتيجيون وقتها انه اذا استطاع المقاومون العراقيون طرد القوات المحتلة من اراضيهم فان قيام دولة فلسطينية مستقلة وحرة سيكون امرا واقعا مؤكدا، اما اذا نجح الامريكيون والبريطانيون في فرض سيطرتهم على العراق وتثبيت احتلالهم له، فان دويلة هزيلة ستنشأ للفلسطينيين في الاعوام اللاحقة تكون خاضعة تماما للشروط الاسرائيلية والامريكية.

لقد دأب الاسرائيليون وبشكل دائم على استغلال اللحظات التاريخية المناسبة كالحروب مثلا، لتوسيع مستوى احتلالهم للارض العربية فقد حاولوا ذلك بعد حرب السويس عام 1956 ولم يتمكنوا بسبب معارضة الولايات المتحدة في ذلك الوقت والموقف الصارم للاتحاد السوفيتي وقتها، وقد حاولوا بنجاح في اعقاب حربي 1967 و1973 وفي اعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991 من خلال اتفاقيات اوسلو، كما حاولوا في اعقاب احتلال العراق من خلال خريطة الطريق التي تضمن لهم الاجهاز على الانتفاضة الفلسطينية وبالتالي ضمان عدم وجود مقاومة لاحتلالهم غير الشرعي للارض الفلسطينية.

ومع ان العرب قدموا للاسرائيليين اكثر مما يتوقعونه من خلال مبادرة الامير عبدالله (حينها) في مؤتمر قمة بيروت، الا ان اليمين المتطرف في اسرائيل اعتبر المبادرة هجوم سلام يجب التصدي له بدلا من مبادرة سلام يجب التعاطي معها مما يشير بدقة الى طبيعة الموقف الاسرائيلي ويشكل تعبيرا دقيقا عن حقيقة الدولة الصهيونية.

ان النظلم السياسي العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص يعاني من شكل مفرط من اشكال العمى الاستراتيجي، اي عدم القدرة على الرؤيا بعيدة المدى ، فقد اهدر الفلسطينيون الفرص التاريخية التي اتيحت لهم واحدة بعد اخرى.. فقد اهدروا على سبيل المثال الفرص التي اتاحتها الانتقاضة الاولى عام 1987 التي كانت قد اجهضت مقابل وعود اسرائيلية اعطيت لعرفات وتم التخلي عنها لاحقا من قبل شارون، كما اجهضت الفرص التي اتاحتها انتفاضة الاقصى بوعود حملتها خريطة الطريق.

إذن، ما الحل؟
ان المشكلة تكمن في ان الحروب النفسية التي شنت على المنطقة خلال السنوات الماضية ادت الى استبدال ثقافة المقاومة والصمود في المجتمع العربي الى ثقافة انهزامية ترتكز على الفردية والانانية في التفكير وفي الفعل وهذا التحول طال الانظمة السياسية الحاكمة اضافة الى شرائح واسعة من المجتمع المدني الى درجة ان الفرد الذي لا زال يؤمن بضرورة المقاومة يعتبر انسانا غير سوي عند بعض الفئات المتنفذة في المجتمعات العربية..

ان الحل برأي الشخصي يكمن في ان على الفلسطينيين والعرب التخلي عن المبدأ الانهزامي الذي يعتنقونه والقائل ان الصهيونية تسيطر على كل شيء في العالم وبالتالي لا جدوى من المقاومة.

ان على الفلسطينيين بشكل خاص ان يدركوا ان الحل يكمن في رفض ما يقدم لهم من حلول عبثية والتخلي عن المضي في مشاريع فاشلة تقدم لهم كبديل عن المقاومة.. خاصة ان هذه المشاريع كانت تهدف من جملة ما تهدف اليه تفتيت صفوفهم والهائهم في صراعات جانبية ليصبحوا ادوات تقوم بما فشلت اسرائيل القيام به على مدى اكثر من اربعة عقود ماضية.. الى ان وصل الوضع الداخلي الفلسطيني الى مرحلة بالغة الخطورة وهي اقتسام الوطن بدلا من اقتسام السلطة..
وللحديث بقية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :