ونحن نبحث عن تجويد التعليم
فيصل تايه
09-07-2017 05:31 PM
نتحدث باستمرار عن ضرورة بلوغنا مرتبة عالية من التفاعل الايجابي فيما بيننا ضمن علاقاتنا الإنسانية يحظى بها مجتمعنا الأردني الواحد وصولا لتحقيق أهدافنا المنشودة في الحرية والحياة الفضلى متسلحين بالعلم والوعي بعيداً عن الارتهان لموروثات بالية او عادات دخيلة وغريبة واستشراء انسلاخ القيم وانتشار الضغينة والكراهية والأحقاد.
ان خطوات بناء وترتيب الحياة المتحضرة وتكامل منهجيتها يكمن في الوسائل المنتهجة في إدارة حياتها ، في حين ان غالبية الأردنيين يكافحون من أجل تعليم أبنائهم تعليما متكاملاً مقارنة بنسبة ضئيلة وخجولة تهتم بجوانب أخرى ، لقناعتهم التامة بان تأخر العقل الباني المجتمعي يجني كل الويلات ويؤدي للجهل والتخلف.
ولهذا فإننا على قناعة تامة ان العلم سبب نهضتنا وتقدمنا ، وغيابه يسهل ترسيخ كل القيم السلبية ، ولهذا فالجميع مؤمن بضرورة تطوير المؤسسات التربوية والتعليمية التي تعتبر عماد التقدم والتطور , ولهذا يجب ان تتحمل جميع المؤسسات التربوية مسؤولياتها ومعرفة واجباتها من اجل منتج تعلمي نوعي بعيدا عن تصدير الجهل ، والاهتمام بالشكليات الفنية ، وإهمال جوهر العملية التعلمية المتكاملة.
.. لا احد ينكر ان المنظومة التعليمة الهرمة والمعمول بها منذ زمن تواجه مشكلات كثيرة ومتفاقمة ومتفرعة رغم جودتها مقارنه بغيرها في المنطقة ، والسبب يعزى الى غياب التخطيط الاستراتيجي السليم في أساسيات التعليم ومدخلاته الذي يعطي لمخرجاته الفشل أو الضعف ، والترميم الذي تقوم به المؤسسات التربوية والتعلمية في الحقل التعليمي يستوجب الوقوف عنده طويلاً وهو كمثل مكيجة عجوز مسنة ، الامر الذي يحتاج الى الإسراع الحاسم في التخلص من كهولتها ومعالجتها ، وتفعيل القوانين الناظمة للعمل وفرض التعليمات على الجميع دون استثناءات ، فالحقل التعليمي يعاني من مشكلات إدارية وميدانية ، اسبابه معروفة ومتعلق جانب منها بالمحسوبية والشخصنة فبعض القائمين على الهرم التعليمي سواء في المركز أو المديريات أو الإدارات المدرسية يختبئون في جلد نمر ومتخمين بفقدان الرؤية الخالصة للتعليم ، وحرصهم على استغلال الفرصة لتلميع مناصبهم وتحسين وضعهم بالكسب الشخصي المصلحي واغتنام لحظات البروز ، ما يدل على الافتقار لقيادات تاريخية تستطيع تسير الامر بما يضمن اصلاحاً حقيقياً ننعم به جميعا .
انني على يقين تام ان القانون سارٍ وحاسم على القادة الميدانيين من مدراء مدارس ومدراء تربية ومرفوع القلم عن بعض القيادات المكتبية التي تتبوأ وتتربع في مناصب متقدمة والتي يجب ان تنصب مهمتها على رسم السياسات التربوية المناسبة ومراقبة تطبيقها ، ما يحتاج بالفعل الى القيادة التربوية التي تمتلك المهارات العلمية والنفسية والاجتماعية التي تمكنها من تحمل أعباء المسؤوليات الادارية وقيادة دفة التعليم وصولا لإشباع حاجات المعلمين المهنية تحقيقا للأهداف ، فقد يطفح التعليم في سلمه بالفواجع والجميع مشارك في هدمه وإضعافه دون استثناء جراء السياسات التقليدية المتوارثة التي باتت عبئا مستشريا نعاني منه جميعا ً.
اننا نثمن عاليا جهود المخلصين من ابناء الاسرة التربوية الذين يمثلون وجهاً مشرقاً للتعليم ويمتلكون رؤى تربوية فذه ، ولكن بمقياس الطفرة ، لكنهم امام فئة تتغول على افكارهم وتقتل طموحهم وتنكص نظرتهم المتحضرة لتطوير التعليم خاصة من يحملون نيات الهدم حفاظاُ على مراكزهم فإنهم يدقون في نعش التعليم مسمار الموت الموجع ، ويضاعفون الأعباء ويثقلون حمل التعليم بمشكلات مضاعفة لن تجد حلولا ابداً .
وأخيرا فإننا وان أردنا إصلاحا تربويا حقيقيا ، يجب ان نلتفت الى السياسات التربوية المنتهجة التي تركز في مجملها على المعلم المنسي فهو الأهم من كل المناصب وهو حجر الزاوية للعملية التعليمية ، وهو مدين ومدان ، مدين لعدم تلقيه الرعاية السليمة وفقدان تنامي كفاءته التعليمية ، وعدم توجيه للبرامج التدريبية المناسبة التي تؤهله من اجل تنمية قدراته المهنية لأنه ما يزال يتلقى تدريبة على ايادٍ غير مؤهلة تتنازع فيما بينها من اجل الكسب المادي ، وقهره في حقوقه بمن يدعي تمثيله والتحدث بصوته ، دون تحقيق مكاسب ملموسة على ارض الواقع ويتضاعف في ضياع حقوقه لأن المؤسسة التربوية والتعليمية ممثلة بوزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين لا تستطيعان تحديد ادوارهما الحقيقية تجاه المعلم ما يشكل تشطيراً للمواقف والحقوق ، وان البعض من المعلمين مدان لشغور كنه الضمير في تحمله لأمانة التعليم وعدم الحرص على أبنائه المتعلمين ، ولا يمكن أن يرتقي التعليم إلا بالمتعلم الضمير المحب لوطنه وأمته ويا ليت قومي يعلمون .
ودمتم سالمين