الصحفي الحق كالذئب يعيش من سعي قدميه .. !
عودة عودة
09-07-2017 01:37 PM
هل يُلزَم المهندسون والأطباء والصيادلة والصحفيون وغيرهم من المهنيين بالإحالة على التقاعد في سنٍ معينة..؟!
الآراء متباينة لكن المؤيدون هم الاغلبية وعلى سبيل المثال فميشيل دبغي الطبيب الأمريكي من أصل عربي قام وهو في السادسة والثمانين من عمره بإجراء عملية جراحية صعبة للرئيس الروسي الأسبق يلتسين وتكللت بالنجاح ..كما بقي الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل يكتب مقالته في الاهرام "بصراحة "وهو في الثالثة والتسعين من عمره وقبل وفاته بأسابيع قليلة..
وأعرف في بلدنا المرحومان المهندس سعيد خوري (87 عاماً) والمهندس ابراهيم أبو عياش (في عمر السبعينات) وكلاهما كانا يديران كبرى المؤسسات الهندسية العربية والدولية..!
كما أن الاستاذين المرحومين محمود الكايد ومحمود الشريف كانا يديران أكبر مؤسستين صحفيتين الرأي والدستور وهما يصعدان السنوات بعد السبعين وكذلك طويلي العمر الدكتور فهد الفانك واستاذنا طارق مصاروة والأمثلة كثيرة
بين يدي لقاء أجرته صحيفة (الشرق الأوسط) مع الصحفي البريطاني الذائع الصيت(سترايكر ماكغوير) المعروف بتحقيقاته الميدانية العميقة والمندوب والمحرر في (نيوزويك) على مدى 30 عاماً يقول: عملي في هذه المهنة لإرضاء فضولي في ما يتعلق بما يحدث في هذا العالم، لقد تعرفت على أشخاص كانوا يعملون في مجال الصحافة وأحببت ما كان يمكنهم فعله باستخدام وظائفهم، لذا قررت أن أفعل ذلك بنفسي...
وعند سؤاله عن عدد السنوات التي سيقضيها في المهنة أجاب: الى الأبد...!
بدأت العام 1971 وما زلت أعمل في هذه المهنة الى اليوم واشعر بأنني سوف أعمل فيها إلى الأبد.. وعن سؤال آخر يجيب: سوف أقول إن الخبر الصحفي الأكثر أهمية هو الذي يترك أكبر تأثير..، في أيام عملي الأولى عندما قمت بتغطية الحرب الأهلية في نيكارغوا ما بين عامي 1978 و1979 تمكنت وخلال تسعة أشهر من رؤية هذه الحرب على حقيقتها من البداية وحتى النهاية، لقد عرفت الكثير من المعلومات عن نيكارغوا الأرض والإنسان الرائعين وايضاً الولايات المتحدة التي دعمت عدداً من الحكام المستبدين في نيكاراغوا.. والذين كانوا ودودين لسياستها ومصالحها التجارية، وقد سقط جميع هؤلاء الحكام المستبدين في جميع أنحاء امريكا اللاتينية... لقد كان من الرائع أن أعيش هذه الحرب القذرة..!
وعندما سُئل: هل تعتقد أنه من المهم بالنسبة للصحفي ان يتخصص في منطقة أو موضوع معين يجيب سترايكر: اعتقد أن الصحفي كلما كان مثقفاً ومطلعاً سيكون الوضع أفضل بالنسبة له، ولكن هناك حقيقة حياتية وهي: أن بعض الصحفيين يذهبون أحياناً الى اماكن لم يذهبوا اليها من قبل مطلقاً وعندما يفعلون ذلك فسوف يتعين عليهم أن يتعلموا قدر الإمكان أن يحاولوا الحصول على قدر أكبر من الآراء..
والطريقة التي يحافظ عليها ترتبط بالثقة، ويجب أن تثق هذه المصادر فيك، ويجب أن يثقوا أنهم اذا طلبوا منك عدم ذكر أسمائهم فانك سوف تلتزم بهذا الأمر، ويجب أن يثقوا ايضاً في أنك سوف تستخدم المعلومات التي سيقدمونها لك بطريقة أمينة ومتزنة
مؤكداً سترايكر ان تعلم الصحافة اثناء العمل لا يقل أهمية عن تعلمها على مقاعد الدرس في الجامعات.. الصحفي الجيد ..والحق كالذئب يعيش من سعي قدميه.. انه ايضا مثل طالب دائم يحرص على التعلم عاماً بعد عام ويجب أن يكون ذكياً وفضوليا ومستعدا للاستماع للآخرين حتى النهاية...!...
odehaodeha@gmail.com