ليس عليك إسعاد الجميع .. ولكن احذر أن تؤذي أحدا
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
09-07-2017 01:33 PM
ما هو المطلوب منك في حياتك؟؟؟ كيف تريد أن تعيش؟؟؟هل تبحث عن سبل السعادة؟؟؟
كل هذا سوف تحصل عليه من خلال سلوكك ومن خلال كلماتك ومن خلال أفكارك، اسألني كيف...
تعيش أنت في مجتمع، وليس منفرداً ، تعيش مع منظومة بشرية داخلية وخارجية، وتتشكل شخصيتك من مجموعة من الأفكار والسلوكيات التي تعتبر أدوات للتعامل مع الآخرين، ستسألني إلى ماذا تريدين أن تصلي؟ سأجيبك : ينظر إليك الجميع كأمل لهم وسعادتهم إما مالياً أو نفسياً أو عاطفياً.... أياً كان... وأنت طبعاً لديك همومك وطموحاتك وأهدافك...
وليس لديك وقت للمساعدة.. جميل... هذا من حقك... ولكن أثناء بنائك لذاتك وتحقيق أهدافك احذر استخدام كلمة جارحة أو اتباع سلوك سيئ. احذر أن تدخل حقدك في قلوب الآخرين، أحذر أن تبني أفكاراً سيئة عنك في عقول الآخرين، احذر أن يقوم الآخرون بتجنب الحوار معك وبتجنبك، لا تتصلب بقولك ولا بفعلك، اعمل الخير وأنت مبتسم، أو حتى اعتذر عن المساعدة وأنت مبتسم، اترك انطباعاً جميلا لدى الآخر. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن لم تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم)، فالمال زائل والأخلاق باقية، واعلم أن جرح النفوس والقلوب أصعب من صفعك وجه أحدهم، وأعلم أن الكلمة البذيئة والسيئة هي خنجر مسموم تزرعه في خاصرة الآخر، فلتعلم أن حياتنا جهاد ليس بالحروب فقط بل جهاد مع النفس بتدريبها وكفها عن كل ما يؤذيها قبل أن يؤذي الآخرين.
وأعلم ان جهاد النفس وترويضها يأخذ وقتاً أكثر من التدرب على استخدام سلاح لخوض حرب وأصعب من الحصول على درجة علمية وأصعب من تصميم آلة جديدة، فشخصيتك هي الكتاب الذي يحب الناس قراءته ليستمتعوا بكلماته وسلوكياته، لا أن يلغوه من حياتهم ويتجنبوا قراءته.
فلنروض النفوس فهي مرآتنا مع الآخرين.