لا يشكك أحد في أهمية قمة هامبورغ، فهي قمة تعارفات للرؤساء وبخاصة الجدد كالأمريكي والفرنسي، لكن أهم ما فيها لقاء الرئيس الأمريكي بالرئيس الروسي حيث ضرورة بحث القضايا المعلقة في العالم وموقف هاتين القوتين منها كقضية القرم وكوريا الشمالية وسوريا وإيران والهجوم على أموال الخليج تحت مسميات كثيرة.
ما يهمني اليوم هو ما رشح بخصوص الشأن السوري حيث قيل إن الطرفين اتفقا على إيجاد شريط آمن في جنوب سوريا في اتفاق تام يقضي بمنع ايران من التسلل حيث حلمت ايران بإيجاد كردور عسكري من شرق سوريا الى غربها على الحدود الأردنية مع ان طريقها الشمالية موجودة وتعمل بنشاط !!
لكن الهدف الإيراني في جنوب سوريا يوسع دائرة الصراع حيث اشتباكات الجيش العربي الأردني يومية مع القوات الإيرانية التي تختفي تحت مسميات عديدة، كما أن إشعال جبهة الجنوب السوري يعني دخول "إسرائيل" على الخط وهي متأهبة لأي ثقل عسكري قد يؤثر على احتلالها الجولان ولهذا تراها تقوم بتقليم أظافر الميليشيات التي لم تنشأ أصلاً لتحرير الجولان.
هذا الأمر الأول الذي اتفق عليه ترامب وبوتين، أما الثاني وهو الأهم: أنهما يريدان إنهاء الأزمة السورية الطاحنة بعيداً عن الأسد وعائلته حيث لم تعد روسيا متمسكة بذلك مما يعني اتفاق الطرفين على إجراءات انتقال السلطة وهو أمر تستطيع روسيا تنفيذه بجرة قلم بل بمجرد وقف الدعم و الطريق مفتوح للأسد ليرحل الى أية بقعة في العالم وأولها روسيا نفسها.
المهم ليس الاعلان عن هاتين النقطتين بل المهم التنفيذ ولن يكون ذلك إلا بصفقة مع رجل الصفقات ترامب بنسيان قضية القرم واعتبارها حدثاً من الماضي الذي لا رجعة عنه، وكذلك تقديم حصة لروسيا من الغنيمة الخليجية التي نالتها واشنطن بصفات السلاح الخيالية.
فهل أخذت روسيا ضمانات بما تريد؟ من المؤكد أن بوتين لا يمكن أن يمرر طلبات واشنطن الا بعد أن يكون قد قبض الثمن.